على الباب رجل يصيح منجم مفسر الرؤيا فقال لي يا ابا الحسين أتذكر ما قلت لك بسبب منام رأيته قلت بلى قال فهذا وقته فقمت وجئت بالرجل فقال له بويه رأيت ليلة في منامي كأني جالس أبول فخرج من ذكري نار عظيمة كالعود ثم تشعبت يمنة ويسرة واماما وخلفا حتى ملأت الدنيا وانتبهت فما تفسير هذا، فقال له الرجل لا افسرها لك بأقل من ألف درهم قال فسخرنا منه وقلنا له ويلك نحن فقراء نصطاد سمكا لنأكله، والله ما رأينا قط الألف درهم، ولا عشرة ولكنا نعطيك سمكة من أكبر هذا السمك فرضي بذلك وقال لنا صالحوني لا ترجعون علي فصالحناه على ذلك ورسمنا له انا إذا صالحنا انسانا ان لا نخطر فيما صالحنا عليه قليلا أو كثيرا فقال لبويه يكون لك أولاد ويفترقون في الدنيا فيملكون ويعظم سلطانهم فيما قدر ما احتوت النار من الأرض التي رأيتها في المنام قال فصفعناه وقلنا له سخرت بنا وأخذت السمكة منا حراما وطنزت بنا ثم قال له بويه ويلك أنا صياد فقير كما ترى وأولادي هؤلاء فترى أي شئ منهم يكون وأومأ إلى علي وكان إذ ذاك أول ما اختط عارضه، والحسن دونه واحمد فوق الطفولية قليلا قال ومضت السنون على ذلك وأنسيت المنام حتى خرج بويه بخراسان وبلغت منزلته ومنزلة أولاده عند محمد بن إبراهيم بطبرستان وخرج علي بن بويه من عندنا بعد أن ظهرت فيه شدة في جسمه وقلبه وصار مع مرداويج، وعزت اخباره، فما شعرت إلا ببلوغ خبره إلينا انه قد ملك أرجان وعصى على مرداويج فاستعظمنا ذلك، وأنسيت انا
(١٩٦)