الحديث ثم ملك فارس كلها، وهرب ياقوت واستقلت له شيراز وأعمال فارس كلها، فما شعرنا الا بصلاته قد جاءت إلى أهله وشيوخ بلد الديلم وجاءني رسوله يطلبني ويسألني القدوم عليه فخرجت إليه فحين رأيته وعظيم ملكه هالني أمره واستعظمت ذلك جدا وأنسيت المنام، فعاملني من الجميل بالاكرام والصلات والأموال، وحمل إلي من الثياب والفرش والآلة والدواب وبالبغال أمرا عظيما، ثم قالي بعد أيام وقد خلونا، يا ابا حسين المنام الذي كان أبي قد رآه وانا غلام، أذكر يوم عرضتموه على المفسر وصفعتموه لما فسره لكم ولم احفظه ولا تفسيره فأحب ان تحدثني به، قال فذكرت الحديث واستولى علي من التعجب ما أمسكت معه ساعة مفكرا فقال لي أنسيته قلت لا، قال فحدثني به فحدثته إياه فاستدعى عشرة آلاف دينار عينا فأحضرت في الحال فدفعها إلي وقال هذه لك فخذها فقبلت الأرض فقال لي تقبل منى قلت نعم قال انفذ بها إلى بلد الديلم واشتر ضياعا هناك تكون لأعقابك ويعلو بها ذكرك ودعني ادبر أمرك بعدها ففعلت ذلك ثم أقمت عنده مدة ثم استأذنته في الرجوع إلى بلد الديلم فقال لي أقم عندي فاني أقويك وأعطيك وأقطعك اقطاعا بخمسمائة ألف درهم في السنة وافعل بك واصنع فقلت ان بلدي أحب إلي قال فاحضر عشرة آلاف دينار أخرى فأعطاني إياها وقال خذها ولا تعلم أحدا فإذا وصلت إلى بلد الديلم فادفن منها خمسة آلاف دينار تكن عونا لك على الزمان وجهز بناتك بخمسة آلاف دينار ولولا أني إذا أعطيتك أكثر من هذا اخشى عليك ان يأخذها منك أهل
(١٩٧)