طرائف اللطائف في تاريخ السوالف ما يستظهر منه على أنه كالمصدق بعلم النجوم وصحة الحكم بها واعتماد بعض ملوك الأكاسرة عليها، كما قدمنا بعضه، فقال إن سبب ملك شابور ذي الأكتاف انه كان حملا بعد موت أبيه هرمز فقال المنجمون هذا الحمل يملك الأرض، فوضع التاج على بطن أمه وكتب بذلك إلى الآفاق وهو جنين، أقول ثم ذكر صحة حكم المنجمين فيه وان شابور ذا الأكتاف كان ملكا عظيما وهو الذي بنى أيوان كسرى وبنى نيشابور وسجستان والسوس، وقال هو وغيره انما سمي ذا الأكتاف. لأنه كان حين ملك ينزع الأكتاف من مخالفيه.
وأقول أي عقل يمنع من قدرة الله جل جلاله على أن يجعل دلالات النجوم من قدرته؟ فهو سبحانه القادر لذاته الحكيم في مقدوراته (فصل) ومن العلماء بالنجوم الذي صح حكمه بها ودلالتها على يديه من أهل الاسلام المعروف بالعماد من أهل هرات، ذكر ذلك صدقة بن الحسن في المجلد الخامس من (التذييل) في حوادث سنة ثمان وأربعين وخمسماية فقال ما هذا لفظه وكان لقماج صاحب بلخ منجم يعرف بالعماد من أهل هرات فاستاذن الأمير قماج في خروجه إلى أهله فلم يعطه اذنا فقال له المنجم اعطني اذنا واعطني أمانا لأخبرك بما يجرى على خراسان فقال له قد أمنتك قال قد آل ملكهم إلى الزوال، وان خراسان تخرب ويهلك أهلها في العام القابل من قوم بغزنة مما وراء النهر يفعلون الخير ويعودون بعد ذلك، فيكون هلاك ملك خراسان على أيديهم وهلاك