بلغ الكوكب الفلاني ويمخرق علي من هذا القبيل ما يضيق به صدري ويزيد به ألمي مع ما انا فيه مما لا أقدر به على سماع كلام فانصرف فخرج الحاجب ورجع إلي مستعجلا وقال لي اما ان يكون أبو الحسين قد جن أو معه أمر عظيم فاني قد عرفته بما قال مولانا فقال لي ارجع وقل له والله لو أمرت بضرب عنقي ما انصرفت أو ادخل إليك، ووالله ما أكلمك في معنى النجوم بكلمة واحدة، فعجبت من ذلك عجبا شديدا لعلمي بقتل أبي الحسين وبأنه ممن لا يمخرق معي في شئ وتطلعت نفسي إلى ما يقوله فقلت ادخله فلما دخل إلي وقبل الأرض بكى وقال أنت والله في عافية لا باس عليك واليوم تبرأ ومعي معجزة بذلك من أمير المؤمنين (ع) فقلت له ما هي قال رأيت في منامي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه والناس يهرعون إليه يسألونه المسائل وكان يقضيها لهم فتقدمت إليه وقلت يا أمير المؤمنين انا رجل غريب في هذا البلد تركت نعمتي بالري وتجارتي وتعلقت بحب هذا الأمير الذي انا معه وقد بلغ إلى الياس من العلة التي اصابته وقد أشفقت ان أهلك فادع الله له بالعافية فقال تعنى فنا خسرو بن الحسين بن بويه فقلت نعم يا أمير المؤمنين فقال امض إليه وقل له أنسيت ما أخبرتك به أمك في المنام الذي رأته وهى حامل بك؟ أليس قد أخبرتها بمدة عمرك وانك ستعتل إذا بلغت كذا وكذا سنة علة ييأس منها أطباؤك وأهلك ثم تبرأ منها واتت تصلح من هذه العلة غدا ويتزايد صلاحك إلى أن تركب وتعاود عاداتك كلها في كذا وكذا يوما ولا قطع
(١٩٩)