فانصرف، ولقد دفع إلينا في حال انصرافه رقعة يعرض فيها بالصلة، وقد كنت قبل ذلك أمرت له بمائتي دينار فصرت في صرة وكنت على البعثة بها إليه ثم نظرت إلى وقت وقع فرأيته وقت سعد فقلت لا أظن إلا أنه قد تحرى لدفع رقعته هذا السعد ولكن والله لا يصدق ذلك عنده فتركتها على أن نعطيها له في وقت آخر على غير سؤاله فانسيتها وخرج محروما (فصل) ومن ذلك حكاية ذكرها النعمان تتعلق بالمعز نذكر ما نحتاج إليه من لفظها ومعناها، ذكر انه لما أراد المعز بناء قصره المعروف بقصر البحر كان يحتاج أن يكون الابتداء بعد شهر، فرأى في نومه كان رجلا دخل عليه وقال له قد اتيتك لأسألك عما تريد ان تصنع قال قلت فمن أنت قال بطلميوس قلت أي بطلميوس أنت قال بطلميوس المعروف المذكور قلت صاحب الحساب والتنجيم قال نعم قلت وصاحب كتاب المجسطي قال نعم قلت فما كان دينك ومذهبك قال توحيد الله قلت فماذا صرت إليه قال إلى خير بحمد الله ثم قال ابتدء في القصر يوم الثلاثا قلت أي يوم الثلاثا قال هذا الآتي قلت سبحان الله ما يتهيأ لي أن أقيس الموضع في هذه المدة فضلا عن أن ادبر ما اردته فقل ابدأ فيه يوم الثلاثا على كل حال بما أمكن من العمل فإنه يوم صالح، فانتبهت وقلت لا نظرن في قول أهل النجوم في الاختيار وفي هذا اليوم الذي قاله فنظرت فلم أر يوما على ما قالوه إلى مدة أحسن في الاختيار عندهم من اليوم الذي قاله هو أعني يوم الثلاثا فابتدأت به، أقول قد اقتصرت على بعض ما روي عن خلفاء مصر من علم النجوم
(١٧٤)