تناهى، وان الاجل تداعى والأمل تواهي، ارسل إلى بدر بن حسنويه واستدعاه إليه وقضى كل حاجة كانت له، وكانت العادة جرت ان كل ما أراد الانصراف حضر عند الصاحب وقبل يده وخرج منصرفا، ولما كانت هذه الكرة الأخيرة خرج الصاحب إلى ظاهر الري، وكان الفصل خريفا، فوقف وسط قراح قد بذر خريفيا وسقي، فحضر بدر بن حسنويه على العادة دار الصاحب ليقبل يده وينصرف، فقيل له ان الصاحب قد خرج بشغل، فبادر إليه وتوحل وجعل يعالج وحل القراح بالخفين والجور بين حتى وصل إلى الصاحب واهوى ليقبل يده فامتنع وقال له أتدرى أ؟ ها الأمير لم خرجت وسقيت قال لا قال لأنها آخر الالتقاء بيننا فان إسماعيل بن عباد يموت بعد مائة وثلاثة أيام فإذا قضى فان الشاهنشاه سيجزع جزعا شديدا ويجلس في العزاء سبعة أيام، ثم إن أعداء الصاحب سيشيرون عليه بان يستوزرا بالعباس الضبي (1) فإذا بلغك أيها الأمير أرشدك الله انه قد قبض عليه ففض ختم هذه الأنبوبة وافتحها واقض حق إسماعيل بن عباد في العمل بما فيها، وأعطاه أنبوبة فضية، ثم بكى بكاء شديدا وقال هذا آخر العهد منا وتفرقا، فلما انقضت مائة وثلاثة أيام قضى الصاحب نحبه فجزع عليه فخر الدولة ابن بويه جزعا شديدا وجلس في العزاء سبعة أيام ثم إن وجوه الدولة ساروا إليه وسألوه الخروج من العزاء فقال لهم كيف السبيل إلى ذلك وانا لا أقر في قرار، والدولة ليس لها نظام ولا استقرار بفقد كافي الكفاة، فقالوا عن بكرة أبيهم أيها الشاهنشاه الجزع
(١٧٨)