فرج المهموم - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٧٨
تناهى، وان الاجل تداعى والأمل تواهي، ارسل إلى بدر بن حسنويه واستدعاه إليه وقضى كل حاجة كانت له، وكانت العادة جرت ان كل ما أراد الانصراف حضر عند الصاحب وقبل يده وخرج منصرفا، ولما كانت هذه الكرة الأخيرة خرج الصاحب إلى ظاهر الري، وكان الفصل خريفا، فوقف وسط قراح قد بذر خريفيا وسقي، فحضر بدر بن حسنويه على العادة دار الصاحب ليقبل يده وينصرف، فقيل له ان الصاحب قد خرج بشغل، فبادر إليه وتوحل وجعل يعالج وحل القراح بالخفين والجور بين حتى وصل إلى الصاحب واهوى ليقبل يده فامتنع وقال له أتدرى أ؟ ها الأمير لم خرجت وسقيت قال لا قال لأنها آخر الالتقاء بيننا فان إسماعيل بن عباد يموت بعد مائة وثلاثة أيام فإذا قضى فان الشاهنشاه سيجزع جزعا شديدا ويجلس في العزاء سبعة أيام، ثم إن أعداء الصاحب سيشيرون عليه بان يستوزرا بالعباس الضبي (1) فإذا بلغك أيها الأمير أرشدك الله انه قد قبض عليه ففض ختم هذه الأنبوبة وافتحها واقض حق إسماعيل بن عباد في العمل بما فيها، وأعطاه أنبوبة فضية، ثم بكى بكاء شديدا وقال هذا آخر العهد منا وتفرقا، فلما انقضت مائة وثلاثة أيام قضى الصاحب نحبه فجزع عليه فخر الدولة ابن بويه جزعا شديدا وجلس في العزاء سبعة أيام ثم إن وجوه الدولة ساروا إليه وسألوه الخروج من العزاء فقال لهم كيف السبيل إلى ذلك وانا لا أقر في قرار، والدولة ليس لها نظام ولا استقرار بفقد كافي الكفاة، فقالوا عن بكرة أبيهم أيها الشاهنشاه الجزع
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الخطبة وتشتمل على ذكر علم النجوم وان الأولياء عالمون به 1
2 الباب الأول: في أحاديث تشتمل على ان النجوم من آيات الله تعالى وفيه جملة من كتاب الاهليلجة، وفيه ان الأنبياء والأئمة عالمون به والعلماء 11
3 الباب الثاني: في الرد على من أنكره من العلماء وحمل المنكرين على أن النجوم هي فاعلة بنفسها لا الباري تعالى 60
4 الباب الثالث: في أحاديث تدل على صحة النجوم وهي أربعة وثلاثون حديثا 85
5 الباب الرابع: في ما يمنع من تأثير النجوم من الصدقات والدعوات 114
6 الباب الخامس: في جملة من علماء النجوم من الشيعة كالبرقي والنجاشي والجلودي وابن أبى عمير وابن عياش والكراجكي والفضل وبني نوبخت وابن الأعلم والمسعودي والدورقي وغيرهم من الأكابر ويشتمل على ذكر اخبار قتل الفضل بن سهل ومعرفة بوران بنت الحسن بن سهل وغير ذلك من الاخبار في إصابات المنجمين 121
7 الباب السادس: في ذكر جملة من علماء المسلمين بالنجوم وما أصابوا فيه وذكر جملة من إصاباتهم كالجبائي وأبي معشر ومحمد بن عبد الله بن طاهر والتنوخي وغلام زحل والصاحب بن عباد وأمثالهم 154
8 الباب السابع: في جملة من علماء النجوم قبل الاسلام وذكر إصاباتهم 183
9 الباب الثامن: في ذكر جملة من علماء النجوم من ذكر أنهم مسلمون أولم يذكر ذلك أو ذكرت إصابتهم ولم يذكر أسماؤهم وفيه حديث أبى الحسين الصوفي وعضد الدولة في طيفه وتصانيف جملة منهم في ذلك العلم مما وصل إلى المصنف 189
10 الباب التاسع: في ذكر من أنكر النجوم واعتذر عنه بأنه أراد انها فاعلات مختارات 216
11 الباب العاشر: في ذكر من كان مستغنيا عن علم النجوم وهو عالم بها كالأنبياء والأئمة وفيه أخبارهم عليهم السلام 220