يفقد الصاحب لا يغني ولا يجدي، ولكن ولده ومعشوقه أبو العباس الضبي لا يقصر عنه أصلا وفصلا، وسدادا وفضلا وله في التصرف أثبت قدم وفي كيس الرأي أطول يد، فاستوزره فإنه خريجه الكافي الوافي فقبل هذا الرأي منهم وأرسل إلى أصفهان واستحضر ابا العباس الضبي فولاه الوزارة وقلده الولاية، فلما مضى عليه سنة مشى الأعداء وسعوا فيه فقبض عليه واتصل الخبر ببدر بن حسنويه ففض ختم تلك الأنبوبة وفتحها فوجد فيها رقعه مكتوبة بخط الصاحب بن عباد نسختها بسم الله الرحمن الرحيم: أيها الأمير الوفي أبو النجم بدر بن حسنويه أعزك الله ان اعادي إسماعيل بن عباد أرادوا ان يشمتوا ويشنعوا لعداوتهم ابا العباس الضبي خلصه الله وحماه وأبقاه، فقد قبض عليه وإسماعيل عالم عارف ان بدرا يستعان به بعد إسماعيل وكذلك سائر أصحاب الأطراف والمرغوب إلى همه الأمير أبي النجم ان يخلص ابا العباس بروحه وأصحابه ويقضي فيه حق إسماعيل فقد علم أنه لا يتعذر على غرمه ذلك إن شاء الله فأرسل بدر الجواسيس إلى الري وكان قد استقصى وكذلك صاحب طبرستان وغيره فأخبره الجواسيس ان ابا العباس قد استقصي ماله وهو مطالب بروحه محبوس، فركب بعسكره حتى أصبح الري فدخلها نهارا جهارا وكسر الحبس واخرج ابا العباس الضبي وأركبه حصانا وحمله معه إلى نعمته، وذكر بعد هذه الحكاية شعرا مليحا في مدح الصاحب بن عباد ورثائه منه للرضي الموسوي رضي الله عنه قوله
(١٧٩)