أم لا، فيقال له رحمه الله ان قال لك المنجم ان هذه الشبهة على تقدير محال فلا يلزم الجواب عنها لأنه إذا كانت النجوم دلالات على الحادثات فلابد ان تدل على ذلك الشئ المفروض اما ان يقع أولا، ويقال له أيضا ما تقول لو قال نبي من الأنبياء لرجل قد اوحى إلى ربك ان تسافر غدا، ويفرض ان يقول مخالف الاسلام اترك السفر وأبطل بذلك نبوته، فمهما اجبت عن هذا فهو جواب المنجم الذي يقول إن لله جعل النجوم دلالات على الحادثات (فصل) ومما يعارض هذه الشبهة التي ذكر المرتضى ان يتعذر الجواب عنها ان يقال انما وجدنا العلماء بالعلوم العقلية يزدادون في أنفسهم علوما وتفضيلا فيما لم يكونوا محيطين بها وبعضهم يزداد على بعض في العلوم العقلية وهذه معلومة منهم لا يحسن الجحود بها، فما المانع ان يكون المخبر من المنجمين علمه وحكمه أحاط بأنه يكون ولم يحط بالعكس عليه، كما أحاط علم يونس بعذاب قومه فوعدهم به ولم يحط بنجاتهم منه، وكما أحاط علم موسى عليه السلام بان ميقات قومه ثلاثين ليلة فأخبرهم بها، ولم يحط علما باتمام الثلاثين حتى صارت أربعين ليلة، وكما روينا ان منجم النمرود اخبره بان إبراهيم عليه السلام يحرق بالنار وكان عالما بالقائه فيها ولم يكن أوتي العلم بأنه ينجو منها، وقد ذكرنا فيما تقدم من كتابنا هذا من رواه عن الصادق عليه السلام ولم يجعل الصادق ذلك طعنا على بطلان علم النجوم فهذا الأصح لأهل العلوم،
(١٨٢)