والباقيات، يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس فلما رأيت ذلك بما وهبني الله جل جلاله من أنوار عقل وشرفني من ابصار نقل انه لا يمتنع ان تكون النجوم دلالات على الحادثات، ووجدت النقل الموافق للعقل كما قلناه قد ورد بجواز ذلك والعمل عليه عمن أوجب الله طاعته والركون إليه، ووجدت صرف محذوراته بدلالة النجوم والأفلاك ممكنا دفعها وصرف خطرها بصوم أو صدقة أو ما ذكرناه من الاستدراك ووجدت التحرز من الضرر المظنون واجبا في حكم اولي الألباب وأرباب العقول تخاطر بأنفسها وبالاصحاب، في تحصيل نفع مظنون يؤل أمره إلى الفناء والذهاب، وتركب في تحصيله مطايا الاخطار، وتحتمل لأجله أهوال البحار في الاسفار حولت مولدي عند ثلاثة من المنسوبين إلى علم النجوم ببغداد يعتمد كثير من الناس عليهم، وعند أربعة من أهل الموصل بعثت مولدي إليهم وعند من كان منسوبا إلى ذلك من أهل البلاد الحلية وشافهت من حضرني غيرهم بما تدل عليه الاسرار الربانية ولم اقتصر على من كان منهم على عقيدة واحدة، بل عند أصحاب العقائد المتباعدة، وعند بعض أهل الذمة. ورأيت ذلك من الأمور المهمة لاكون على قدم الاستظهار للخروج من دار الاغترار، كما يراد من الاستعداد للمعاد ولقد جربت في عمري من صحة دلالات النجوم الكليات شيئا كثيرا تصديقا لما نقل في الروايات وما رأيت عقلي يوافقني على الاهمال لهذه الأحوال والتغافل عما بين يدي من الأهوال مع التمكن بكشفها بعلم
(١٥٠)