(وعنه (ع) قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله ذات ليلة من الليالي وهي ليلة مدلهمة سوداء فقال لي خذ سيفك ومر في جبل أبي قبيس فكل من رأيته فاضربه على رأسه بهذا السيف فقصدت الجبل فلما علوته وجدت عليه رجلا أسود هائل المنظر كأن عينيه جمرتان فهالني منظرة فقال إلي يا علي إلي يا علي فدنوت إليه وضربته بالسيف فقطعته نصفين فسمعت الضجيج من بيوت مكة بأجمعها ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو بمنزل خديجة فأخبرته بالخبر فقال أتدري من قتلت يا علي؟ قلت الله ورسوله اعلم، قال قتلت اللات والعزى والله لا عادت تعبد بعدها.
(وعنه (ع) قال دعاني رسول الله وهو بمنزل خديجة (رض) ذات ليلة فلما صرت إليه قال اتبعني يا علي فما زال يمشي وانا خلفه ونحن نخرق دروب مكة حتى أتينا الكعبة وقد أنام الله تعالى كل عين فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي قلت لبيك يا رسول الله قال اصعد على كتفي ثم انحنى النبي فصعدت على كتفه فقلبت الأصنام على رؤسها ونزلت وخرجنا من الكعبة حتى أتينا منزل خديجة (رض) فقال لي أول من كسر الأصنام جدك إبراهيم (ع) ثم أنت يا علي آخر من كسر الأصنام فلما أصبح أهل مكة وجدوا الأصنام منكوسة مكبوتة على رؤسها فقالوا ما فعل هذا بآلهتنا إلا محمدا وابن عمه ثم لم يقم في الكعبة صنم (وقيل) دخل ضرار صاحب أمير المؤمنين علي (ع) على معاوية ابن أبي سفيان بعد وفاته (ع) فقال معاوية لضرار صف لي عليا واخلاقه الرضية، فقال والله كان شديد القوى بعيد المدى يتفجر الايمان من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحي لسانه فيقول فصلا ويحكم عدلا، فاقسم بالله فقد شاهدته في محرابه وقد أرخى الليل سدوله وهو قائم قابض على لحيته يتململ تململ السليم ويأن أنين الحزين ويقول يا دنيا إلي تعرضت أم إلي تشوقت فغري غيري لا حان حينك أجلك قصير وعيشك حقير في قليلك حساب وفي كثيرك عقاب قد طلقتك