أنت تشكو البرص الذي على جسدك وقد دعوت رب السماء ثلاثين سنة ان يعافيك فلم يجبك فقال حبيب وكيف علمت يا محمد وأنت صبي صغير فقال رأيته في النوم فقال يا محمد تفضل علي ودع ني بالعافية فكشف عن وجهه صلى الله عليه وآله فبرق من وجهه برق حتى أضاءت الصومعة من النور وشق سقف الصومعة ومر كالعمود حتى النزق إلى عنان السماء وإذا بهاتف يهتف ويقول يا أهل الديرانية ويا أهل الرهبانية ويا أصحاب الكتاب آمنوا بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وآله قال فوثب حبيب من صومعته وتعلق بالنبي صلى الله عليه وآله وقال أشهدك يا محمد على نفسي اني مؤمن بما تأتى به من عند ربك صغيرا وكبيرا قديما وحديثا فاعتبر الخلق بذلك مما عاينوه وسمعوه ثم قال النبي صلى الله عليه وآله يا حبيب ارفع ثيابك لتنظر الخلائق ما قلت ويكون صدقا لكلامي فنظر الخلائق بعد ما رفع أذياله إلى ذلك البرص الأبيض كالدرهم وعليه نقطة سوداء فدعا النبي صلى الله عليه وآله بدعوات مستجابات ومسح يده عليه فذهبت العلامة بإذن الله تعالى وبدعاء النبي صلى الله عليه وآله ثم قال يا عم لو أحببت ان يعافيني الله تعالى لدعوت الله سبحانه وتعالى ان يعافيني ولم أجئ إلى هاهنا ولكن قلت يا عم حتى تدرى أني عند الله أجل من مثلك ومن مثل حبيب وغيره من أهل الأرض جميعا ثم دعا النبي صلى الله عليه وآله لنفسه فبرأ من وقته من رمده فصارت عيناه أحسن ما يكون بمشيئة الله تعالى فقال حبيب يا أبا طالب احتفظ على هذا الغلام الذي وجدنا اسمه في التوراة لأشهر من القمر في كبد السماء وكذلك اسمه في الإنجيل في سورة يقال لها المبرهنة لأنور وأبهى من كوكب الصبح وان لهذا الغلام شأنا عظيما وستري امره عن قريب وتفرح يه يا أبا طالب أشد ما يكون من الفرح واعلم أنه طوبى لم آمن به والويل لمن كفر به ورد عليه حرفا مما يأتي به فان له من الأعداء عدد نجوم السماء مع أن له حافظا يحفظه وناصرا ينصره فطب نفسا وقر عينا فإنك تفرح به ثم قام أبو طالب من عند حبيب واستوي على الناقة فكتم أبو طالب ذلك ولم
(٤٩)