مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٧٨
فقال المأمون: وما فسخ البيعة من عقدها؟ قال: عقد البيعة من الخصنر إلى أعلى الابهام وفسخها من أعلى الابهام إلى الخنصر، فأمر المأمون بإعادة الناس إلى البيعة فقالوا: كيف يستحق البيعة والإمامة وهو لا يعرف عقد البيعة؟ ان من علم أولى بهذا ممن لا يعلم.
صفوان قال يحيى بن خالد الطاغي: هذا علي ابنه قد قعد وادعى الامر لنفسه فقال: ما يكفينا ما صنعنا بأبيه تريد ان تقتلهم جميعا.
وفي إعلام الورى أنه قال الحسن الطيب: لما توفي أبو الحسن موسى (ع) دخل الرضا السوق واشترى كلبا وكبشا وديكا، فلما كتب صاحب الخبر بذلك إلى هارون قال: قد أمنا جانبه.
وكتب الزبيري: ان علي بن موسى قد فتح بابه ودعى إلى نفسه، فقال هارون واعجبا ان علي بن موسى قد اشترى كلبا وكبشا وديكا ويكتب فيه بما يكتب.
علي بن محمد بن سيار عن آبائه قال: لما بويع الرضا قل المطر، فقالوا: هذا من نكده، فسأله المأمون ان يستسقي فقبل وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في منامي يقول: يا بني انتظر يوم الاثنين وابرز إلى الصحراء واستسق فان الله يسقيهم وأخبرهم بما يريد الله وهم لا يعلمون حالك ليزداد علمهم بفضلك ومكانك من ربك، فبرز يوم الاثنين وصعد المنبر وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (اللهم يا رب أنت عظمت حقنا أهل البيت، فتوسلوا بنا كما أمرت، وأملوا فضلك ورحمتك، وتوقعوا احسانك ونعمتك، فاسقهم سقيا نافعا عاما غير رائث ولا ضائر. وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلى منازلهم ومقارهم). فرعدت السماء وبرقت وهاجت الرياح فتحرك الناس فنبأهم ان هذا العارض لبلدة كذا، إلى تمام عشر مرات ثم بدا عارض فقال: هذا لكم، وأمرهم بالانصراف وقال: لم تمطر عليكم ما لم تبلغوا منازلكم، ونزل من المنبر، فكان كما قال فقالوا هنيئا لولد رسول الله كرامات الله عز وجل. فلما حضر عند المأمون قال له حميد بن مهران: تجاوزت حدك وصلت على قومك بناموسك فان صدقت فامر هذين الأسدين المصورين الذين على مسند المأمون أن يأخذاني، فغضب الرضا (ع) ونادى: دونكما الفاجر فافترساه ولا تبقيا له عينا ولا أثرا، فانقلبا وقطعاه وأكلاه ثم استقبلا الرضا وقالا: يا ولي الله في أرضه ماذا تأمرنا أن نفعل بهذا؟ قال: فغشى عليه، فقال: امكثا، ثم قال: صبوا عليه ماء ورد وطيبوه، فلما صب عليه أفاقه، فقالا: أتأمرنا أن نلحقه بصاحبه؟ فقال:
(٤٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 ... » »»
الفهرست