مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ١٤١
باب في امامة السبطين عليهما السلام فصل: في الاستدلال على امامتهما قال الله تعالى: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان)، ولا اتباع أحسن من اتباع الحسن والحسين. وقال تعالى: (ألحقنا بهم ذريتهم)، فقد ألحق الله بهما ذريتهما برسول الله صلى الله عليه وآله وشهد بذلك كتابه، فوجب لهم الطاعة بحق الإمامة مثل ما وجب للنبي لحق النبوة. وقال تعالى حكاية عن حملة العرش: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم انك أنت العزيز الحكيم وقهم السيئات). وقال أيضا: (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين). ولا يسبق النبي صلى الله عليه وآله في فضيلة وليس أحق بهذا الدعاء بهذه الصيغة منه وذريته فقد وجب لهم الإمامة.
ويستدل على إمامتهما بما رواه الطريقان المختلفان والطائفتان المتباينان من نص النبي صلى الله عليه وآله على إمامة الاثني عشر، وإذا ثبت ذلك فكل من قال بامامة الاثني عشر قطع على إمامتهما. ويدل أيضا ما ثبت بلا خلاف انهما دعوا الناس إلى بيعتهما والقول بإمامتهما فلا يخلو من أن يكونا محقين أو مبطين، فان كانا محقين فقد ثبتت إمامتهما، وان كانا مبطلين وجب القول بتفسيقهما وتضليلهما، وهذا لا يقوله مسلم. ويستدل أيضا بأن طريق الإمامة لا يخلو اما أن يكون هو النص أو الوصف والاختيار، وكل ذلك قد حصل في حقهما فوجب القول بإمامتهما. ويستدل أيضا بما قد ثبت بأنهما خرجا وادعيا ولم يكن في زمانهما غير معاوية ويزيد وهما قد ثبت فسقهما بل كفرهما، فيجب أن تكون الإمامة للحسن والحسين. ويستدل أيضا باجماع أهل البيت (ع) لأنهم أجمعوا على إمامتهما وإجماعهم حجة. ويستدل بالخبر المشهور أنه قال صلى الله عليه وآله: ابناي هذان إمامان قاما، أو قعدا، أوجب لهما الإمامة بموجب القول سواء نهضا بالجهاد أو قعدا عنه دعيا إلى أنفسهما أو تركا ذلك.
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»
الفهرست