مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٨٩
بالاجماع. وفي رواية انه ارتد عن الاسلام ثم تاب.
وقد أتاه ابن أكثم جدلا * فانصاع لما يعلمه قطعه فقال المأمون: اخطب جعلت فداك لنفسك. فقال: الحمد لله إقرارا بنعمته، ولا إله إلا الله إخلاصا لوحدانيته، وصلى الله على محمد سيد بريته، والأصفياء من عترته. اما بعد فقد كان من فضل الله على الأنام، وأن أغناهم بالحلال عن الحرام، فقال سبحانه (وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله سميع عليم) ثم إن محمد بن علي بن موسى يخطب أم الفضل بنت عبد الله المأمون وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد وهو خمسمائة درهم جياد فهل زوجته يا أمير المؤمنين بها على هذا الصداق المذكور؟
قال: نعم زوجتك يا أبا جعفر أم الفضل ابنتي على الصداق المذكور فهل قبلت النكاح؟
قال: قد قبلت.
الخطيب في تاريخ بغداد عن يحيى بن أكثم ان المأمون خطب فقال: الحمد لله الذي تصاغرت الأمور لمشيته، ولا إله إلا الله إقرارا بربوبيته، وصلى الله على محمد عبده وخيرته. اما بعد فان الله جعل النكاح الذي رضيه لكما سبب المناسبة الأواني قد زوجت زينب ابنتي من محمد بن علي بن موسى الرضا أمهرناها عنه أربعمائة درهم.
ويقال: انه كان عليه السلام ابن تسع سنين وأشهر ولم يزل المأمون متوفرا على إكرامه وإجلال قدره.
وقد روى الناس ان أم الفضل كتبت إلى أبيها من المدينة تشكو أبا جعفر وتقول انه يتسرى علي وبغيرني إليها، فكتب إليها المأمون: يا بنية انا لم نزوجك أبا جعفر لنحرم عليه حلالا فلا تعاودي لذكر ما ذكرت بعدها.
الجلاء والشفاء في خبر: انه لما مضى الرضا جاء محمد بن جمهور القمي، والحسن بن راشد، وعلي بن مدرك، وعلي بن مهزيار، وخلق كثير من سائر البلدان إلى المدينة وسألوا عن الخلف بعد الرضا فقالوا: بصريا، وهي قرية أسسها موسى بن جعفر (ع) على ثلاثة أميال من المدينة فجئنا ودخلنا القصر فإذا الناس فيه متكابسون فجلسنا معهم إذ خرج علينا عبد الله بن موسى وهو شيخ، فقال الناس: هذا صاحبنا، فقال الفقهاء: قد روينا عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) انه لا تجتمع الإمامة في أخويه بعد الحسن والحسين وليس هذا صاحبنا، فجاء حتى جلس في صدر المجلس فقال رجل ما تقول أعزك الله في رجل طلق امرأته عدد نجوم السماء؟ قال: بانت منه بصدر
(٤٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 484 485 486 487 488 489 490 491 492 493 494 ... » »»
الفهرست