مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٧٩
لا لان لله تعالى في تدبيرا هو متممه فقالا: فما تأمرنا؟ قال: عودا إلى مقر كما كما كنتما فصارا صورتين على المسند، فقال المأمون: الحمد لله الذي كفاني شر حميد بن مهران معرفة الرجال عن الكشي قال محمد بن إسحاق لأبي الحسن (ع) معرفة الرجال عن الكشي قال محمد بن إسحاق لأبي الحسن (ع): ان أبي يقول بحياة أبيك وأنا كثيرا ما أناظره فقال لي وما: سل صاحبك إن كان بالمنزل الذي ذكرت أن يدعو الله لي حتى أصير إلى قومكم، فأنا أحب أن تدعو الله له، قال:
فرفع أبو الحسن يده اليمنى فقال: اللهم خذه بسمعه وبصره ومجامع قلبه حتى ترده إلى الحق. فأتى بريد فأخبرني بما كان فوالله ما لبثت إلا قليلا حتى قلت بالحق.
وفيه أنه قال عبد الله بن المغيرة: كنت واقفا فتعلقت بالملتزم وقلت: اللهم ارشدني إلى خير الأديان، فوقع في نفسي أن آتي الرضا (ع) فأتيت المدينة فوقفت ببابه وقلت للغلام: قل لمولاك رجل من أهل العراق بالباب، فسمعت نداء: ادخل يا عبد الله ابن المغيرة، فدخلت فلما نظر إلي قال: قد استجاب الله دعوتك وهداك إلى دينك، فقلت: أشهد انك حجة الله.
إبراهيم بن شعيب قال: كتبت إلى الرضا (ع): إن من كان قبلنا من آبائك كان يخبرنا بأشياء فيها براهين قد أحببت ان تخبرني باسمي واسم أبي وولدي، فجاء جوابه: يا إبراهيم ان من آبائك شعيبا وصالحا ومن أبنائك محمدا وعليا وفلانة وفلانة وزاد اسما لا نعرفه، قال: فقال له بعض أهل المجلس: اعلم أنه كما صدقك في غيره صدقك فيه فابحث عنه.
ياسر الخادم وريان بن الصلت: ان المأمون بعث إلى الرضا عليه السلام بالركوب إلى العيد والصلاة بالناس والخطبة بهم وذلك بمرو فقال: قد علمت ما كان بيني وبينك من في الشرائط دخول الامر فاعفني من الصلاة بالناس، فألح عليه فقال: إن أعفيتني فهو أحب إلي وإن لم تعفني خرجت كما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين قال: اخرج كما شئت، وأمر ان يبكروا إلى بابه، فوقف الناس والجنود في المواضع ينتظرونه. فلما طلعت الشمس، اغتسل أبو الحسن ولبس ثيابا بيضا من قطن وتطيب طيبا واخذ بيده عكازة وهو حاف قد شمر سراويله إلى نصف الساق فمشى قليلا ورفع رأسه إلى السماء وكبر، فلما رآه القواد هكذا تزيوا بزيه، فخيل الينا ان السماء والأرض تجاوبه وتزعزعت مرو بالبكاء لما رأوه وسمع تكبيره، فقال الفضل بن سهل: يا أمير المؤمنين إن بلغ الرضا افتتن به الناس وخفنا كلنا على دمائنا فبعث إليه المأمون: قد كلفناك شططا ولسنا نريد ان يلحقك أذى فارجع وليصل بالناس من
(٤٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 ... » »»
الفهرست