مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ١٠١
باب مناقب فاطمة الزهراء عليها السلام فصل: في تفضيلها على النساء الخركوشي في كتابيه اللوامع، وشرف المصطفى، باسناده عن سلمان، وأبو بكر الشيرازي في كتابه عن أبي صالح، وأبو إسحاق الثعلبي، وعلي بن أحمد الطائي، وأبو محمد بن الحسن بن علوية القطان في تفاسيرهم عن سعيد بن جبير، وسفيان الثوري، وأبو نعيم الأصفهاني فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين (ع) عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس وعن أبي مالك عن ابن عباس، والقاضي النطنزي عن سفيان بن عيينة عن جعفر الصادق (ع) واللفظ له، في قوله: (مرج البحرين يلتقيان) قال: علي وفاطمة وبحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه، وفي رواية: بينهما برزخ رسول الله يخرج منهما (اللؤلؤ والمرجان) الحسن والحسين (ع).
أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس: ان فاطمة (ع) بكت للجوع والعرى، فقال النبي صلى الله عليه وآله: اقنعي يا فاطمة بزوجك فوالله انه سيد في الدنيا سيد في الآخرة، وأصلح بينهما فأنزل الله: (مرج البحرين يلتقيان) يقول: أنا الله أرسلت البحرين: علي بن أبي طالب بحر العلوم، وفاطمة بحر النبوة، يلتقيان يتصلان، أنا الله أوقعت الوصلة بينهما. ثم قال: (بينهما برزخ) مانع رسول الله يمنع علي بن أبي طالب أن يحزن لأجل الدنيا، ويمنع فاطمة أن تخاصم بعلها لأجل الدنيا (فبأي آلاء ربكما) يا معشر الجن والإنس (تكذبان) بولاية أمير المؤمنين وحب فاطمة الزهراء (فاللؤلؤ) الحسن (والمرجان) الحسين، لان اللؤلؤ الكبار، والمرجان الصغار، ولا غرو أن يكونا بحرين لسعة فضلهما وكثرة خيرهما، فان البحر سمي بحرا لسعته، وأجرى النبي (ص) فرسا فقال: وجدته بحرا. قال البشنوي:
ما عبد شمس ولا تيم وناصبها * من جندها الغيث والطير الأبابيل في البرزخ الشأن لما أنزلت مرج * البحرين إذ يخرج المرجان واللؤلؤ وقال محمد بن منصور السرخسي:
وأراد رب العرش أن يلقى بها * شجر كريم العرق والأغصان
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست