مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٨٥
باب امامة أبي جعفر محمد بن علي التقى عليه السلام فصل: في المقدمات الحمد لله الملك الشكور، القادر الغفور، الذي بيده مفاتيح الأمور، عالم السر والنجوى، وكاشف الضر والبلوى، أهل المغفرة والتقوى، له الحمد في الآخرة والأولى، وله الحكم واليه ترجعون، له العزة والجلال، والقدرة والكمال، والانعام والافضال، وهو الكبير المتعال، سبحانه وتعالى عما يشركون، له الحجة القاهرة، والنعمة الزاهرة، والآلاء المتظاهرة، يرزق من في السماء والأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون، يرجع الامر كله إليه وينطق الكتاب بالحق لديه، وهو يجير ولا يجار عليه، إن كنتم تعلمون، يظهر بصنعه شرايف صفاته، ويحق الحق بكلماته، ويحشر الخلق لميقاته، ويريكم آياته، فأي آيات الله تنكرون، وجعل السماء سقفا محفوظا، وبناء مصنوعا، وممسكا بلا عمد ممنوعا، وهم عن آياته معرضون، بسط الأرض فأخرج نباتها، وأسكنها أحياءها وأمواتها، فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون بعث المصطفى داعيا إلى جنانه، خالصا في اسلامه وإيمانه، ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون، نصب عليا إماما إزاحة للعلة، وتأكيدا للأدلة، وإظهار للملة، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، واختار أولاده أوصياء خلفاء كما قال تعالى:
وعلامات وبالنجم هم يهتدون.
الصادق (ع) في هذه الآية قال: النجم رسول الله والعلامات الأئمة من بعده.
أبو الورد عن أبي جعفر (ع) (الذين اتيناهم الكتاب) قال: هم آل محمد. أبو جعفر وأبو عبد الله (ع) في قوله: (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) انهم الأئمة من آل محمد. زيد بن علي في قوله: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) قال: نحن هم.
الباقر (ع) في قوله: (والذين هم من خشية ربهم مشفقون) إلى قوله (راجعون) نزل في علي ثم جرت في المؤمنين وشيعته هم المؤمنون حقا. مالك الجهني: قلت
(٤٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 ... » »»
الفهرست