قد ولاه عهده وسماه الرضا. قال العوني:
ذاك الذي آثره المأمون بال * عهد وسماه الرضا لما اختبر وأمرهم بلبس الخضرة والعود لبيعته في الخميس على أن يأخذوا أرزاق سنة، فلما كان ذلك اليوم جلس المأمون والرضا في الخضرة ثم أمر ابنه العباس بن المأمون يبايع له أول الناس، فدفع الرضا يده فتلقائها وجه نفسه وببطنها وجوههم، فقال المأمون: ابسط يدك للبيعة، فقال (ع): ان رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا كان يبايع، فبايعه الناس ويده فوق أيديهم ووضعت البدر، وجعل أبو عباد يدعو بعلوي وعباسي فيقبضون جوائزهم.
فخطب عبد الجبار بن سعيد في تلك السنة على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله بالمدينة فقال في الدعاء له ولي عهد المسلمين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب:
ستة آباؤهم من هم * أفضل من يشرب صوب الغمام فأمر المأمون فضربت له الدراهم وطبع عليها اسم الرضا وهي الدراهم المعروفة بالرضوية. ونظر الرضا إلى ولي له وهو مستبشر بما جرى فأومى إليه أن ادن فدنا منه فقال سرا: لا تشغل قلبك بهذا الامر ولا تستبشر فإنه شئ لا يتم فسمع منه وقد رفع يده إلى السماء وقال: اللهم انك تعلم اني مكره مضطر فلا تؤاخذني كما لم تؤاخذ عبدك ونبيك يوسف حين دفع إلى ولاية مصر.
محمد بن عرفة قلت للرضا (ع): يا ابن رسول الله ما حملك على الدخول في ولاية العهد؟ فقال: ما حمل جدي أمير المؤمنين على الدخول في الشورى؟.
(نسخة خط الرضا عليه السلام على العهد) (الذي عهده المأمون إليه) (بسم الله الرحمن الرحيم) الحمد لله الفعال لما يشاء، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وصلواته على نبيه محمد خاتم النبيين وآله الطيبين الطاهرين، أقول وأنا علي بن موسى بن جعفر: ان أمير المؤمنين عضده الله بالسداد، ووفقه للرشاد، عرف من حقنا ما جهله غيره، فوصل أرحاما قطعت، وآمن أنفسا فزعت، بل أحياها وقد تلفت، وأغناها إذ افتقرت، مبتغيا رضى رب العالمين، لا يريد جزاء من غيره