مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٧٧
عثمان الباب، وسعد بن سعد، والحسن بن سعيد الأهوازي، ومحمد بن الفرج الرجحي وخلف البصري، ومحمد بن سنان، وبكر بن محمد الأزدي، وإبراهيم بن محمد الهمداني ومحمد بن أحمد بن قيس بن غيلان، وإسحاق بن محمد الحضيني.
قال ابن سنان: كان المأمون يجلس في ديوان المظالم يوم الاثنين ويوم الخميس ويقعد الرضا (ع) على يمينه، فرفع إليه ان صوفيا من أهل الكوفة سرق، فأمر باحضاره فرأى عليه سيماء الخبر فقال: سوءا لهذه الآثار الجميلة بهذا الفعل القبيح، فقال الرجل: فعلت ذلك اضطرارا لا اختيارا وقال الله تعالى: (فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فلا إثم) وقد منعت من الخمس والغنائم، فقال: وما حقك منها؟ فقال: قال الله تعالى: (واعلموا إنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل) فمنعتني حقي وانا مسكين وابن السبيل وانا من حملة القرآن وقد منعت كل سنة مني مائتي دينار بقول النبي، فقال المأمون لا اعطل حدا من حدود الله وحكما من أحكامه في السارق من اجل أساطيرك هذه قال: فابدأ أولا بنفسك فطهرها ثم طهر غيرك وأقم حدود الله عليها ثم على غيرك، قال: فالتفت المأمون إلى الرضا (ع) فقال: ما تقول؟ قال: انه يقول سرقت فسرق، قال: فغضب المأمون ثم قال: والله لأقطعنك، قال: أتقطعني وأنت عبدي فقال: ويلك أيش تقول! قال: أليس أمك اشتريت من مالي الفيئ ولا تقسمها بالحق وأنت عبد لمن في المشرق والمغرب من المسلمين حتى يعتقوك وان منهم وما أعتقتك والأخرى ان النجس لا يطهر نجسا إنما يطهره طاهر ومن في جنبه حد لا يقيم الحدود على غيره حتى يبدأ بنفسه اما سمعت الله تعالى يقول: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون)، فالتفت المأمون إلى الرضا فقال:
ما تقول؟ قال: ان الله عز وجل قال لنبيه: (قل فلله الحجة البالغة) وهي التي تبلغ الجاهل فيعلمها بجهله كما يعلمها العالم بعلمه والدنيا والآخرة قائمتان بالحجة وقد احتج الرجل، قال: فأمر باطلاق الرجل الصوفي وغضب على الرضا في السر.
وفي حديث الريان بن شبيب: انه لما أراد المأمون ان يأخذ البيعة لنفسه بإمرة المؤمنين وللرضا بولاية العهد وللفضل بن سهل بالوزارة اذن للناس فدخلوا يبايعون يصفقون ايمانهم على ايمانهم من أعلى الابهام إلى الخنصر ويخرجون حتى بايع فتى في آخر الناس من أولاد الأنصار فصفق يمينه من الخنضر إلى أعلى الابهام فتبسم الرضا (ع) ثم قال للمأمون: كل من بايعنا يفسخ البيعة من عقدها غير هذا الفتى فإنه بايعنا بعقدها
(٤٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 ... » »»
الفهرست