مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٥٢
فأسلم عليه وأحب أن يكسوني من ثيابه وأن يهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه فدخلت على الرضا فقال لي مبتدئا: ان الريان بن الصلت يريد الدخول علينا والكسوة من ثيابنا والعطية من دراهمنا، فأذنت له فدخل وسلم فأعطاه ثوبين وثلاثين درهما من الدراهم المضروبة باسمه.
ابن قولويه: انه لما خرج من المدينة في السنة التي حج فيها هارون يريد الحج فانتهى إلى جبل على يسار الطريق يقال له " فارع " فنظر إليه أبو الحسن ثم قال:
باني فارع وهادمه يقطع إربا إربا، فلم ندر ما معنى ذلك، فلما بلغ هارون ذلك الموضع نزله وصعد جعفر بن يحيى الجبل وأمر أن يبنى له فيه مجلس، فلما رجع من مكة صعد إليه وأمر بهدمه، فلما انصرف فأتى العراق فقطع جعفر بن يحيى إربا إربا.
صفوان بن يحيى قال: لما مضى أبو الحسن موسى (ع) وتكلم الرضا (ع) خفنا عليه من ذلك وقلنا له: انك قد أظهرت أمرا عظيما وانا نخاف عليك من هذا الطاغي فقال (ع): يجهد جهده فلا سبيل له علي.
الحسن بن علي الوشا قال الرضا عليه السلام: اني لما أرادوا الخروج بي من المدينة جمعت عيالي وأمرتهم أن يبكوا علي حتى أسمع ثم فرقت فيهم اثنى عشر الف دينارا.
ثم قال: أما اني لا أرجع إلى عيالي أبدا.
حمزة بن جعفر الأرجاني قال: خرج هارون من المسجد الحرام مرتين وخرج الرضا (ع) مرتين فقال الرضا: لما أبعد الدار وأقرب اللقاء يا طوس ستجمعني وإياه موسى بن سيار قال: كنت مع الرضا (ع) وقد أشرف على حيطان طوس وسمعت واعية فاتبعتها فإذا نحن بجنازة، فلما بصرت بها رأيت سيدي وقد ثنى رجله عن فرسه ثم أقبل نحو الجنازة فرفعها ثم أقبل يلوذ بها كما تلوذ السخلة بأمها، ثم أقبل علي وقال: يا موسى بن سيار من شيع جنازة ولي من أوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لا ذنب عليه حتى إذا وضع الرجل على شفير قبره رأيت سيدي قد أقبل فافرج الناس عن الجنازة حتى بداله الميت فوضع يده على صدره ثم قال: يا فلان بن فلان ابشر بالجنة فلا خوف عليك بعد هذه الساعة، فقلت: جعلت فداك هل تعرف الرجل؟ فوالله انا بقعة لم تطأها قبل يومك هذا، فقال لي: يا موسى بن سيار أما علمت انا معاشر الأئمة تعرض علينا أعمال شيعتنا صباحا ومساء فما كان من التقصير في أعمالهم سألنا الله تعالى الصفح لصاحبه وما كان من العلو سألنا الله الشكر لصاحبه الحسن بن موسى قال: خرجنا مع الرضا (ع) إلى بعض أمواله في يوم طلق
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»
الفهرست