موته بثلاثة أيام. وعنه قال: دخلت على الرضا (ع) فقال لي: من ههنا من أصحابكم مريض؟ فقلت: عثمان بن عيسى من أوجع الناس، فقال: قل له يخرج، ثم قال: من ههنا، فعددت عليه ثمانية فأمر باخراج أربعة وكف عن أربعة فما أمسينا من الغد حتى دفنا الأربعة الذي كف عن اخراجهم وخرج عثمان بن عيسى.
ودخل أبو الحسن على عمه محمد بن جعفر يعوده وإسحاق بن جعفر يبكي عليه ثم قام فقال لأخيه الحسين بن موسى: أرأيت هذا الباكي؟ سيموت ويبكي ذات عليه.
قال: فبرأ محمد بن جعفر واشتكى إسحاق فمات وبكى محمد بن جعفر.
موسى بن مهران قال: رأيت الرضا (ع) وقد نظر إلى هرثمة بالمدينة فقال:
كأني به وقد حمل إلى مرو فضربت عنقه. فكان كما قال.
أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: بعثني الرضا (ع) في حاجة فأركبني دابته وبيتني في منزله، فلما دخلت في فراشي رددت الباب وقلت: من أعظم منزلة مني بعثني في حاجة وأركبني دابته وبيتني في منزله، قال: فلم أشعر إلا بخفق نعليه حتى فتح الباب ودخل علي وقال: يا أحمد ان أمير المؤمنين (ع) عاد صعصعة بن صوحان وقال:
لا تتخذن عيادتي فخرا على قومك.
وذكر أبو جعفر الطوسي في كتاب الغيبة: انه مات أبو إبراهيم (ع) وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار، وعند حمزة بن بزيع سبعون ألفا، وعند عثمان بن عيسى الرواسي ثلاثون ألفا، وعند أحمد بن أبي بشر السراج عشرة آلاف، وكان ذلك سبب وقفهم، فكتب الرضا (ع) إليهم يطلب المال فأنكروا وتعللوا، فقال الرضا: هم اليوم شكاك لا يموتون غدا إلا على الزندقة. قال صفوان: بلغنا عن رجل منهم أنه قال عند موته: هو كافر برب أماته. وقال ابن فضال: قال لي أحمد بن حماد السراج: كان عندي عشرة آلاف دينار وديعة لموسى بن جعفر فقلت: ان أباه لم يمت فالله الله خلصوني من النار وسلموها إلى الرضا، ثم قال: ورجع جماعة عن القول بالوقف مثل: عبد الرحمن بن الحجاج، ورفاعة بن موسى، ويونس بن يعقوب، وجميل بن دراج، وحماد بن عيسى، وأحمد بن محمد بن أبي نصر، والحسن ابن علي الوشا، وغيرهم، والتزموا الحجة.
وقال أحمد بن محمد: كتبت إلى أبي الحسن الرضا (ع) كتابا وأضمرت في نفسي اني متى دخلت عليه أسأله عن قوله تعالى: (أفأنت تهدي العمى أو تسمع الصم) وقوله: (ومن يرد الله أن يهديه) وقوله: (انك لا تهدي من أحببت)