فصل: في خرق العادات منه عليه السلام أبو الصلت الهروي: لما بلغ الرضا (ع) من نيسابور إلى القرية الحمراء قيل له: قد زالت الشمس أفلا تصلي؟ فنزل ودعا بماء، فقيل له: ما معنا ماء، فبحث بيده الأرض فنبع من الأرض ماء توضأ به هو ومن معه وأثره باق إلى اليوم يقال له چشمه رضا فلما بلغ سناباذ استند إلى الجبل الذي تنحت منه القدور فقال: اللهم انفع به وبارك فيما يجعل منه وفيما ينحت منه، ثم أمر به فنحت منه قدور من الجبل وقال: لا يطبخ ما آكله إلا فيها، وكان خفيف الاكل قليل الطعم، فاهتدى الناس إليه من ذلك اليوم وظهرت بركة دعائه فيه. قال بعضهم: يقول أهل طوس قد ألان الله لنا الحجارة كما ألان لداود الحديد. قال ابن الصلت: ثم دخل دار حميد بن قحطبة البطائني ودخل القبة التي فيها قبر هارون ثم خط بيده إلى جانبه ثم قال: هذه تربتي وسيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي، الخبر.
الحاكم أبو عبد الله الحافظ: لما دخل الرضا (ع) نيسابور ونزل محلة فور ناحية يعرفها الناس بالاسناد في دار تعرف بدار پسنديده وإنما سميت پسنديده لان الرضا عليه السلام ارتضاه من بين الناس، فلما نزلها زرع في جانب من جوانب الدار لوزة فنبتت وصارت شجرة فأثمرت في كل سنة وكان أصحاب العلل يستشفون بلوز هذه الشجرة وعوفي أعمى وصاحب قولنج وغير ذلك، فمضت الأيام على ذلك ويبست فجاء حمدان وقطع أغصانها ثم جاء ابن لحمدان يقال له أبو عمرو فقطع تلك الشجرة من وجه الأرض فذهب ماله كله، وكان له ابنان يقال لأحدهما أبو القاسم والآخر أبو صادق فأرادا عمارة تلك الدار وأنفقا عليها عشرين ألف درهم فقلعا الباقي من أصل تلك الشجرة فماتا في مدة سنة.
الصفواني: قطع اللصوص على قافلة خراسان وأقاموا واحدا لتهموه بكثرة المال وملؤا فاه من الثلج ففسد فمه ولسانه وعجزت الأطباء عن دوائه فرأى في منامه الرضا (ع) فسأله عن علته فقال: خذ من الكمون والشعير والملح ودقه وخذ منه في فمك مرتين أو ثلاث فإنك تعافى، فلما انتبه قيل له ورد الرضا (ع) فارتحل من نيسابور وهو برباط سعد، فأتاه وقص عليه قصته وسأله الدواء فقال: ألم أعلمك فاستعمل ما وصفته لك في منامك، فاستعمل ما وصفه فعوفي من ساعته.
حكيمة بنت موسى (ع) قالت: رأيت الرضا (ع) واقفا على باب بيت الحطب