وهو يناجي ولست أرى أحدا، فقلت: سيدي من تناجي؟ فقال: هذا عامر الدهراني أتاني يسألني ويشكو إلي، فقلت: سيدي أحب ان اسمع كلامه، فقال:
انك إن سمعت حممت سنة، فقلت: سيدي أحب ان أسمعه، فقال لي: اسمعي، فاستمعت فسمعت شبه الصفير وركبتني الحمى سنة.
الكليني باسناده إلى إبراهيم بن موسى قال: قلت للرضا (ع) في طريق: جعلت فداك هذا العيد قد أظلنا ولا والله ما أملك درهما فما سواه، وكنت أطالبه بآية من زمان، فحك بسوطه الأرض حكا شديدا ثم ضرب بيده فتناول منه سبيكة ذهب ثم قال: انتفع بها واكتم ما رأيت.
الغفاري قال: كان لرجل من آل أبي رافع رسول الله صلى الله عليه وآله علي حق فألح علي فأتيت الرضا عليه السلام وقلت: يا ابن رسول الله ان لمولاك فلان علي حق وقد شهرني، فأمرني بالجلوس على الوسادة، فلما أكلنا وفرغنا قال: ارفع الوسادة وخذ ما تحتها فرفعتها فإذا دنانير فأخذتها، فلما اتيت المنزل نظرت إلى الدنانير فإذا هي ثمانية وأربعون دينارا وفيها دينار يلوح منقوش عليه حق الرجل عليك ثمانية وعشرون دينارا وما بقي فهو لك، ولا والله ما كنت عرفت ماله علي على التحديد.
أبو الصلت عبد السلام بن صالح قال: رفع إلى المأمون: ان الرضا (ع) يعقد مجالس الكلام والناس يفتنون بعلمه، فأنفذ محمد بن عمرو الطوسي فطرد الناس عن مجلسه وأحضره، فلما نظر إليه المأمون زبره واستخف به، فخرج الرضا (ع) يقول:
وحق المصطفى والمرتضى وسيدة النساء لأستنزلن من حول الله عز وجل بدعائي عليه ما يكون سببا لطرد كلاب أهل هذه الكورة إياه واستخفافهم به وبخاصته وعامته ثم أتى منزله واغتسل وصلى ركعتين قال في قنوته: يا ذا القوة الجامعة والرحمة الواسعة، - إلى آخر دعائه - صل على من شرفت الصلاة بالصلاة عليه وانتقم لي ممن ظلمني واستخف بي وطرد الشيعة عن بابى وأذقه مرارة الذل والهوان كما إذا قنيها واجعله طريد الأرجاس وشريد الأنجاس، فلم يتم دعائه حتى وقعت الرجفة وارتفعت الزعفة وثارت الغبرة، فلما سلم من صلاته قال: اصعد السطح فإنك سترى امرأة بغية رثة غثته متسخة الاطمار مهيجة الأشرار يسميها أهل هذه الكورة سمانة لغباوتها وتهتكها قد أسندت مكان الرمح إلى نحرها قصبا وقد شدت وقاية لها خمرا إلى طرف لها مكان اللواء فهي تقود جيوش الغاغة وتسوق عساكر الطغام إلى قصر المأمون وهو قصر أبي مسلم في شاهجان قال: ورأيت المأمون متدر عاقد برز من قصر الشاهجان متوجها