مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٤٩
فأجابني عن كتابي وكتب في آخره الآيات التي أضمرتها في نفسي فقلت: أي شئ هذا من جوابي، ثم ذكرت انه ما أضمرته.
وقال الحسن بن علي الوشا: بعث إلي الرضا يطلب مني حبرة وكانت بين ثيابي قد خفى علي أمرها، فقلت: ما معي منها شئ، فرد الرسول وذكر علامتها وانها في سفط كذا، فطلبتها فكان كما قال، فبعثت بها إليه ثم كتبت مسائل أسأله عنها، فلما وردت بابه خرج إلي جواب المسائل التي أردت ان أسأله عنها من غير أن أظهرها.
وقال أحمد بن محمد بن أبي نصر: قال لي ابن النجاشي: من الامام بعد صاحبك؟
فدخلت على الرضا عليه السلام فأخبرته فقال: الإمام بعدي ابني، ثم قال: هل يجترئ أحد ان يقول ابني وليس له ولد.
وقال محمد بن عبد الله بن الأفطس: دخلت على المأمون فقربني وحباني ثم قال:
رحم الله الرضا ما كان أعلمه لقد اخبرني بعجب سألته ليلة وقد بايع له الناس فقلت له: جعلت فداك أرى لك ان تمضي إلى العراق وأكون خليفتك بخراسان، فتبسم ثم قال: لا لعمري ولكنه من دون خراسان نذر جاءت ان لنا ههنا مسكنا ولست بنازح حتى يأتيني الموت ومنها المحشر لا محالة، فقلت له: جعلت فداك وما علمك بذلك؟ قال: علمي بمكاني كعلمي بمكانك، قلت: وأين مكاني أصلحك الله؟ فقال لقد بعدت الشقة بيني وبينك أموت بالمشرق وتموت بالمغرب، فجهدت الجهد كله وأطمعته في الخلافة فأبى.
الحسن بن علي الوشا قال: دعاني سيدي الرضا (ع) بمرو فقال: يا حسن مات علي بن أبي حمزة البطايني في هذا اليوم وادخل في قبره الساعة ودخلا عليه ملكا القبر فسألاه: من ربك؟ فقال: الله، ثم قالا: من نبيك؟ فقال: محمد، فقالا: من وليك؟
فقال: علي بن أبي طالب، قالا: ثم من؟ قال: الحسن، قالا: ثم من؟ قال: الحسين قالا: ثم من؟ قال: علي بن الحسين، قالا: ثم من؟ قال: محمد بن علي، قالا: ثم من؟
قال: جعفر بن محمد، قالا: ثم من؟ قال: موسى بن جعفر، قالا: ثم من؟ فلجلج فزجراه وقالا: ثم من؟ فسكت، فقالا له: أفموسى بن جعفر أمرك بهذا؟ ثم ضرباه بمقمعة من نار فألهبا عليه قبره إلى يوم القيامة، فخرجت من عند سيدي فأرخت ذلك اليوم فما مضت الأيام حتى وردت كتب الكوفيين بموت البطايني في ذلك اليوم وانه دخل قبره في تلك الساعة.
وفي الروضة قال عبد الله بن إبراهيم الغفاري في خبر طويل انه: ألح علي غريم
(٤٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 ... » »»
الفهرست