مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٥١
من ثياب الرضا (ع) ليتبرك به ويتشرف، فأنفذ إليه بجبة خز مع الصرة وقال للخادم قل له: خذ هذه الصرة فإنك ستحتاج إليها ولا تراجعني فيها. فانصرف دعبل وسار من مرو في قافلة فوقع عليهم اللصوص وأخذوا القافلة وكتفوا أهلها وجعلوا يقسمون أموالهم، فتمثل رجل منهم بقوله: (أرى فيئهم في غيرهم متقسما)، فقال دعبل: لمن هذا البيت؟ فقال: لرجل من خزاعة، قال: فأنا دعبل قائل هذه القصيدة فخلوا كتافه وكتاب جميع القافلة وردوا إليهم جميع ما أخذوا منهم، وسار دعبل حتى وصل إلى قم وأنشدهم القصيدة فوصلوه بمال كثير وسألوه أن يبيع الجبة منهم بألف دينار فأبى وسار عن قم، فلحقه قوم من أحداثهم وأخذوا الجبة منه، فرجع دعبل وسألهم ردها عليه فقالوا: لا سبيل لك إليها فخذ ثمنها ألف دينار، فقال: على أن تدفعوا إلي شيئا منها، فأعطوه وانصرف إلى وطنه فوجد اللصوص أخذوا جميع ما في منزله، فباع المائة دينار التي كان الرضا (ع) وصله بها من الشيعة كل دينار بمائة درهم، وتذكر قول الرضا (ع): انك ستحتاج إليها.
هشام: لما أراد هارون بن المسيب أن يواقع محمد بن جعفر قال لي الرضا: اذهب إليه وقل له: لا تخرج غدا فإنك إن خرجت هزمت وقتل أصحابك، فان سألك من أين عرفت هذا فقل رأيت في النوم. قال فقال: نام العبد ولم يغسل استه. ثم خرج فهزم وقتل أصحابه.
محمد بن سنان: قيل للرضا (ع): انك قد شهرت نفسك بهذا الامر وجلست مجلس أبيك وسيف هارون يقطر دما، فقال: جوابي هذا ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إن أخذ أبو جهل من رأسي شعرة فاشهدوا انني لست بنبي، وأنا أقول لكم: إن أخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا انني لست بإمام.
مسافر قال: كنت عند الرضا (ع) بمنى فمر يحيى بن خالد فغطى أنفه من الغبار فقال: مساكين لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة، ثم قال: وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين، وضم بين إصبعيه.
ابن بابويه باسناده عن يحيى بن محمد بن جعفر قال: مرض أبي مرضا شديدا فأتاه الرضا يعوده وعمي إسحاق جالس يبكي فالتفت إلي وقال: ما يبكي عمك؟ قلت:
يخاف عليه ما ترى، قال فقال: لا تغتم فان إسحاق سيموت قبله، قال: فبرأ أبي محمد ومات إسحاق.
معمر بن خلاد قال: قال لي الريان بن الصلت: أحب أن تستأذن لي على أبي الحسن
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»
الفهرست