مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٦٢
أقر يحيى بالانقطاع فيها؟ فقال (ع): ان زعم يحيى انه صدق الصادقين فلا إمامة لمن شهد بالعجز على نفسه فقال على منبر الرسول: وليتكم ولست بخيركم والأمير خير من الرعية، وإن زعم يحيى انه صدق الصادقين فلا إمامة لمن أقر على نفسه على منبر الرسول صلى الله عليه وآله: ان لي شيطان يعتريني، والامام لا يكون فيه شيطان وإن زعم يحيى انه صدق الصادقين فلا إمامة لمن أقر عليه صاحبه فقال: كانت إمامة أبي بكر فلتة وقى الله شرها فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه. فصاح المأمون عليهم فتفرقوا ثم التفت إلى بني هاشم فقال لهم: ألم أقل لكم ان لا تفاتحوه ولا تجمعوا عليه فان هؤلاء علمهم من علم رسول الله.
وفي كتاب الصفواني أنه قال الرضا (ع) لابن قرة النصراني: ما تقول في المسيح قال: يا سيدي انه من الله، فقال: ما تريد بقولك من؟ ومن على أربعة أوجه لا خامس لها أتريد بقولك من كالبعض من الكل فيكون مبعضا، أو كالخل من الخمر فيكون على سبيل الاستحالة، أو كالولد من الوالد فيكون على سبيل المناكحة، أو كالصنعة من الصانع فيكون على سبيل المخلوق من الخالق أو عندك وجه آخر فتعرفناه؟ فانقطع ياسر الخادم قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: رأيت في النوم كأن قفصا فيه سبعة عشر قارورة إذ وقع القفص فتكسرت القوارير، فقال: إن صدقت رؤياك يخرج رجل من أهل بيتي يملك سبعة عشر يوما ثم يموت. فخرج محمد بن إبراهيم بالكوفة مع أبي السرايا فمكث سبعة عشر يوما ثم مات.
وكان الجاثليق يناظر المتكلمين فيقول: نحن نتفق على نبوة عيسى وكتابه وانه حي في السماء ونختلف في بعثة محمد ونتفق في موته فما الذي يدل على نبوته؟ فيحيرهم فاحضر عند الرضا والمأمون فقال: ما تقول في نبوة عيسى وكتابه؟ هل تنكر منهما شيئا؟
فقال الرضا (ع): أنا مقر بنبوة عيسى وكتابه وما بشر به أمته وأقر به الحواريون وكافر ينبوه كل عيسى لم يقر بنبوة محمد وكتابه ولم يبشر به أمته، فانقطع. ثم قال الرضا: يا نصراني والله انا لنؤمن بعيسى الذي آمن بمحمد وما ننقم على عيساكم إلا ضعفه وقلة صيامه وصلاته، فقال: والله ما زال عيسى صائم النهار قائم الليل، قال عليه السلام: لمن كان يصلي ويصوم؟ فخرس. وقال الجاثليق: من أحيى الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص مستحق ان يعبد، فقال الرضا (ع): فان اليسع صنع ما صنع مشى على الماء وأبرأ الأكمه والأبرص وحزقيل أحيى خمسة وثلاثين الف رجل من بعد موتهم بستين سنة، وقوم بني إسرائيل خرجوا من بلادهم من الطاعون وهم
(٤٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 ... » »»
الفهرست