مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٤٦
هم شفعاء الناس في يوم عرضهم * إلى الله فيما أسرفوا وتجرموا هم ينقذونا من لظى النار في غد * إذا ما غدت في وقدها تتضرم فصل: في انبائه بالمغيبات ومعرفته باللغات عليه السلام الجلاء والشفاء، محمد بن عبد الله بن الحسن في خبر طويل: قال المأمون قلت للرضا الزاهرية حظيتي ومن لا أقدم عليها أحدا من جواري وقد حملت غير مرة كل ذلك تسقط وهل عندك في ذلك شئ ينتفع به؟ فقال: لا تخش من سقطها ستسلم وتلد غلاما صحيحا مليحا أشبه الناس بأمه وقد زاده الله مزيدتين في يده اليمنى خنصر وفي رجله اليمنى خنصر. فقلت في نفسي: هذه والله فرصة ان لم يكن الامر على ما ذكر خلعته فلم أزل أتوقع أمرها حتى أدركها المخاض، فقلت للقيمة: إذا وضعت فجيئيني بولدها ذكرا كان أو أنثى فما شعرت إلا والقيمة قد أتتني بالغلام كما وصفه زائد اليد والرجل كأنه كوكب دري فأردت أن أخرج من الامر يومئذ واسلم ما في يدي إليه فلم تطاوعني نفسي لكني دفعت إليه الخاتم فقلت: دبر الامر فليس عليك مني خلاف وأنت المقدم.
أبو الصلت الهروي قال: كان الرضا (ع) يكلم الناس بلغاتهم فقلت له في ذلك فقال: يا أبا الصلت أنا حجة الله على خلقه وما كان الله ليتخذ حجة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم أو ما بلغك قول أمير المؤمنين عليه السلام: أوتينا فصل الخطاب، وهل هو إلا معرفته للغات.
وفي حديث طويل عن علي بن مهران ان أبا الحسن (ع) أمره ان يعمل له مقدار الساعات، قال: فحملناه إليه فلما وصلنا إليه نالنا من العطش أمر عظيم فما قعدنا حتى خرج الينا بعض الخدم ومعه قلال من ماء أبرد ما يكون فشربنا فجلس (ع) على كرسي فسقطت حصاة، فقال مسرور: هشت، أي ثمانية. ثم قال (ع) لمسرور:
در ببند، أي أغلق الباب.
محمد بن جندل عن ياسر الخادم قال: كان لأبي الحسن في البيت صقالبة وروم وكان أبو الحسن قريبا منهم فسمعهم بالليل يتراطنون بالصقلبية والرومية ويقولون:
انا كنا نفصد كل سنة في بلادنا ثم ليس نفصد هاهنا، فلما كان من الغد وجه أبو الحسن إلى بعض الأطباء فقال له: افصد فلانا عرق كذا وافصد فلانا عرق كذا ثم قال: يا ياسر لا تفصد أنت ذاك، فافتصدت فورمت يدي واخضرت، فقال: يا ياسر
(٤٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 ... » »»
الفهرست