محلي من رسول الله صلوات الله عليه وآله محل هارون من موسى) (1) فرأيت تجرع الغصص (2) ورد أنفاس الصعداء أهون علي من ذلك، وكان أمر الله قدرا مقدورا.
ولو لم أتق ذلك وطلبت بحقي لعلم من بحضرتي أني كنت أكثر عددا، وأعز عشيرة، وأمنع دارا، وأقوى أمرا، وأوضح حجة، وأكثر في الدين مناقب وآثارا، لسابقتي وقرابتي (3) ووزارتي فضلا عن استحقاق ذلك بالوصية التي لا مخرج للعباد منها، والبيعة المتقدمة لي في أعناقهم ممن تناولها.
ولقد قبض رسول الله صلوات الله عليه وآله وولاية الأمة في يديه و في بيته لا في أيدي من تناولها ولا في أهل بيته بل في أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهم أولو الامر من بعده من غيرهم في جميع الخصال.
(4) ثم إن القائم (5) بعد صاحبه كان يشاورني في موارد الأمور و مصادرها، فيصدرها عن رأيي وأمري، ولا يكاد أن يخص بذلك أحدا غيري، ولا يطمع في الامر بعده سواي. فلما آتته منيته على فجأة بلا