والإضافات (4)، وتصديق مصاحبتهم فيما بينهم وصحة معاشرتهم، فان أردت أن تضع السلام موضعه وتؤدي معناه، فاتق الله، وليسلم منك دينك وقلبك وعقلك، ولا (5) تدنسها بظلمة المعاصي، ولتسلم حفظتك أن لا تبرمهم (6) وتملهم وتوحشهم منك (7)، بسوء معاملتك معهم، ثم صديقك ثم عدوك، فان من لم يسلم منه من هو أقرب إليه، فالأبعد أولى، ومن لا يضع السلام مواضعه، فلا سلام (8) ولا سلم، وكان كاذبا في سلامه، وان أفشاه في الخلق، واعلم أن الخلق بين فتن ومحن في الدنيا: اما مبتلى بالنعمة ليظهر شكره، واما مبتلى بالشدة ليظهر صبره، والكرامة في طاعته، والهوان في معصيته، ولا سبيل إلى رضوانه الا بفضله، ولا وسيلة إلى طاعته الا بتوفيقه، ولا شفيع إليه الا باذنه ورحمته (9)).
(٢٦)