الفاضل الأمين الأسترآبادي: كان العلة في إتيانه عند الموت بهذا أن النبي (صلى الله عليه وآله) عسى أن يتقبلها لذريته الطاهرة صلوات الله عليهم فإن معظم قصد الناس أن لا يكون ذريتهم فقراء بعده.
أقول: ويمكن أن يكون العلة فيه عسى أن يتقبل طول العمر والبقاء في الدنيا مع السلطنة كما يشعر به آخر الحديث (ليكون لك ما أقلت الأرض) أي ما حملته ورفعته (من غير أن ينقصك شيئا في الآخرة) من قربك ومنزلتك عنده تعالى ونقص لازم متعد (فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الرفيق الأعلى) الجار متعلق بأكون، قيل: المراد بالرفيق الأعلى الملائكة المقربون، وقيل: الأنبياء المرسلون الذين يسكنون أعلى عليين وهو اسم جاء على فعيل ومعناه الجماعة كالصديق، والخليط يقع على الواحد والجمع ومنه قوله تعالى (وحسن أولئك رفيقا) والرفيق المرافق في الطريق، قيل المراد به الله تعالى لأنه رفيق بعباده من الرفق والرأفة وفيه أن لفظ في يأباه في الجملة إلا أن يكون بمعنى الباء أو إلى أو يقدر بعده الجوار أو الرحمة.
* الأصل:
102 - سهل بن زياد، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عبد المؤمن الأنصاري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): عرضت علي بطحاء مكة ذهبا فقلت: يا رب لا ولكن أشبع يوما وأجوع يوما فإذا شبعت حمدتك وشكرتك وإذا جعت دعوتك وذكرتك.
* الشرح:
(عرضت علي بطحاء مكة ذهبا) البطحاء والأبطح مسيل واسع فيه دقائق الحصى وقد يطلق على تلك الدقاق.
(فقلت يا رب لا) أي لا أريد (ولكن أشبع يوما وأجوع يوما) أي أفطر يوما وأصوم يوما أو أشبع يوما ولا أشبع يوما.
(فإذا شبعت حمدتك) فيه إرشاد إلى الحمد والشكر بعد النعمة والدعاء والذكر عند الجوع والحاجة إلى الغذاء، ومنه يظهر بعض فوائد الجوع، وقد ذكرنا كثيرا منها في الأصول.