يسألك أهل مكة عن خلافة علي بن أبي طالب الذي فيه مختلفون، منهم المصدق بولايته وخلافته ومنهم المكذب، قال: (كلا) وهو رد عليهم (سيعلمون) أي سيعرفون خلافته بعدك أنها حق (ثم كلا سيعلمون) أي سيعرفون خلافته وولايته، إذ يسألون عنها في قبورهم فلا يبقى ميت في شرق ولا غرب ولا في بر ولا في بحر إلا منكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعد الموت، يقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ ومن إمامك؟.
قوله (هنالك الولاية لله الحق) الثابت الذي لا يغيره شيء ولا يعتريه ضعف، فلا يقدر أن يشاركه فيها أحد، وفسرها (عليه السلام) بأنها ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو أعلم بمواقع التنزيل والتأويل، إنما نسبت إلى الله لأن ما لأوليائه وعليهم ينسب إليه توسعا كما روى عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «سألته عن قول الله تعالى: (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) قال: إن الله أعظم وأعز وأجل وأمنع من أن يظلم، ولكنه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته يقول: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) يعني الأئمة منا.
* الأصل:
35 - علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى (فأقم وجهك للدين حنيفا) قال: هي الولاية.
* الشرح:
قوله (فأقم وجهك للدين حنيفا) الدين الطريق إلى الله، والمراد به هنا ولاية علي (عليه السلام)، و (حنيفا) حال عن ضمير والخطاب الخطاب عام، الحنيف المائل عن كل دين باطل إلى دين الحق، وقد غلب هذا الوصف على إبراهيم (عليه السلام) حتى نسب إليه من هو على دينه، يعني أقم وجهك للولاية الثابتة لعلي (عليه السلام) من قبله تعالى ولا تلتفت عنها إلى غيرها من الولايات الباطلة الدائرة وهو تمثيل للإقبال عليها والإقرار بها والمتابعة لها والاهتمام بها وعدم الإعراض عنها أصلا.
* الأصل:
36 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن إبراهيم الهمداني يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة) قال: الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام).