شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٧٣
نك من المصلين) قال: عني بها لم نك من أتباع الأئمة الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم:
(والسابقون السابقون اولئك المقربون) أما ترى الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلبة مصلي، فذلك الذي عني حيث قال: (لم نك من المصلين) لم نك من أتباع السابقين.
* الشرح:
قوله ((ما سلككم في سقر)) قال في النهاية: سقر اسم أعجمي علم لنار الآخرة ولا ينصرف للعجمة والتعريف، وقيل: هو من قولهم سقرته الشمس إذا أذابته، فلا ينصرف للتأنيث والتعريف.
قوله (عني بها لم نك من اتباع الأئمة الذين قال الله تعالى فيهم) الموصول صفة للأئمة يعني إلا الأئمة الذين قال الله تعالى في وصفهم: (والسابقون السابقون) أي السابقون إلى الطاعة والإيمان والإقرار بالله تعالى أو في حيازة الفضائل والكمالات، السابقون في الورود على الله والدخول في أعلى درجات الجنان والفوز بجزيل الثواب والرحمة والرضوان، وقيل هم الذين عرفت في السبق حالهم وعلمت في التقديم مآلهم فلا يحتاجون إلى بيان كمالاتهم وتوضيح حالاتهم.
قوله (أما ترى الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلبة مصلي) الحلبة - بفتح الحاء المهملة وتسكين اللام - خيل تجمع للسباق من كل أوب لا تخرج من اصطبل واحد كما يقال للقوم إذا جاؤوا من كل أوب للنصرة: قد أحلبوا واستحلبوا، أي اجتمعوا للنصرة والإعانة. والسابق منها يقال له: المجلي أيضا، هو الذي يقدم على غيره، والمصلي منها هو الذي يحاذي رأسه صلوى السابق، والصلوان عظمان نابتان عن يمين الذنب وشماله.
قوله (لم نك من اتباع السابقين) بيان لقوله: (لم نك من المصلين) وتفسير له.
* الأصل:
39 - أحمد بن مهران، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن موسى بن محمد، عن يونس بن يعقوب، عمن ذكره، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) يقول: لأشربنا قلوبهم الإيمان، والطريقة هي ولاية علي بن أبي طالب والأوصياء (عليهم السلام).
* الشرح:
قوله (و الطريقة هي ولاية علي بن أبي طالب والأوصياء (عليهم السلام)) ومعنى الآية حينئذ أن الخلق لو استقاموا وثبتوا على ولايتهم لأشربنا قلوبهم إيمانا كاملا ينتفعون به في الدنيا والآخرة. فقد شبه الإيمان بالماء الغدق وهو الكثير النافع في التسبب للحياة، وأطلق الماء عليه على سبيل الاستعارة المصرحة ورشحها بذكر الإسقاء، ولو فسر الماء بالرزق كما فسروه به مجازا من باب إطلاق السبب
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417