قوله (هكذا والله نزلت) لعل المراد هكذا نزلت لفظا في القرآن أو نزلت معنى بتفسير جبرئيل (عليه السلام) بأمر ربه، وهو على التقديرين تنزيل لا تأويل (1).
* الأصل:
24 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن النضر بن شعيب، عن خالد بن ماد، عن محمد بن الفضيل، عن الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أوحى الله إلى نبيه (صلى الله عليه وآله) (فاستمسك بالذي اوحي إليك إنك على صراط مستقيم) قال: إنك على ولاية علي، وعلي هو الصراط المستقيم.
* الشرح:
قوله (قال: إنك على ولاية علي وعلي هو الصراط المستقيم) دل على أن فيه مضافا محذوفا وإنما سمي (عليه السلام) صراطا مستقيما لأنه طريق الحق المستوى الذي لا يضل سالكه ومن تمسك بذيله أبدا، وهذا التفسير أحسن مما قيل من أن الصراط المستقيم عبارة عن الدين (2) لأنه حينئذ تأكيد لفهم ذلك من الأمر بالاستمساك والوحي لأن الله لا يأمر بالاستمساك ولا يوحي إلى نبيه إلا دينا مستقيما، والتأسيس أولى من التأكيد.
* الأصل:
25 - علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن منخل، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: نزل جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية على محمد (صلى الله عليه وآله) هكذا: (بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغيا)».
* الشرح:
قوله (بئس ما اشتروا به أنفسهم) ما نكرة بمعنى شيء مميزة لفاعل بئس المستكن فيه، واشتروا به صفته ومعناه باعوا واستبدلوا على سبيل التشبيه والاستعارة، وأن يكفروا مخصوص بالذم وبغيا علية ليكفروا أو اشتروا، والفصل ليس بأجنبي يعني بئس شيئا باعوا به حظ أنفسهم