شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٣٨
يقول: (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) وهم العلماء، فليس يسمع شيئا من الأمر ينطق به إلا عرفه، ناج أو هالك، فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم.
* الشرح:
قوله (قال سألته عن الإمام فوض الله) أي فوض الله إليه المنع والإعطاء في كل شيء حتى في العلوم.
قوله (وذلك أن رجلا) هذا كلام عبد الله بن سليمان والغرض منه بيان منشأ السؤال المذكور «ذلك» إشارة إليه وحاصله أن ثلاثة رجال سألوا أبا عبد الله (عليه السلام) عن مسألة واحدة على سبيل التعاقب وهو أجاب كل واحد بجواب غير جواب الآخرين ثم قرأ آية سليمان (عليه السلام) (هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب) فسألته عن الإمام فوض الله إليه كما فوض إلى سليمان بن داود فقال: نعم، ثم قلت: أصلحك الله فحين أجابهم الإمام بهذا الجواب المشتمل على الاختلاف يعرفهم الإمام باختلاف حالاتهم وصفاتهم من الإيمان والنفاق وغيرهما قال (عليه السلام) - على سبيل التعجب -: سبحان الله ما تسمع الله يقول: (إن في ذلك) أي العذاب والنكال الوارد على الامم السالفة خصوصا على قوم لوط مثل الصيحة وتقليب المدينة وإمطار الحجارة ونحوها (لآيات للمتوسمين) الذين يتوسمون الأشياء ويتفرسون حقائقها وآثارها ومبادئها وعواقبها ويعلمون جميع ذلك وهم الأئمة (عليهم السلام).
و (انها) أي الآيات والعلم بها (لبسبيل) أي مع سبيل (مقيم) أو متلبس به وهو الإمام لا يخرج ذلك السبيل منها اي من تلك الآيات أبدا، ولعل فيه قلبا إذ الأنسب أنها لا تخرج من السبيل والغرض من ذكر الآية أن الإمام متوسم يعرف جميع الأشياء بسماتها وعلاماتها فكيف لا يعرف الرجال بحالاتهم وصفاتهم، ثم صرح بأن الإمام يعرفهم وقال: إن الإمام إذا أبصر إلى الرجل عرفه من جهة ذاته وصفاته وأعماله وعقائده وعرف لونه الدال على خيره وشره وإن سمع كلامه من خلف حائط مثلا عرفه من صوته وإن لم يسمع كلامه قط ولم ير شخصه أبدا وعرف ما هو أمن أهل الإيمان أو الكفر أو النفاق ثم استشهد لعلمه بالرجال كلامهم وألوانهم بقوله تعالى: (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم) أي لغاتكم وألوانكم (إن في ذلك لآيات) دلالة على حالاتكم (للعالمين) وهم العلماء من أهل البيت والأئمة من العترة (عليهم السلام) فليس أي الإمام يسمع شيئا من الأمر ينطق به من أمر الدين أو الدنيا أو السؤال إلا عرفه، أي ذلك الناطق أهو ناج ومن أهل إيمان أو هو هالك ومن أهل الكفر والنفاق؟ فلذلك يجيبهم على حسب اختلاف حالاتهم بالذي
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417