بالظلال لتفهيم الناس، وقصدهم من ذلك أن موجودات ذلك العالم مجردة عن الكثافة الجسمانية كما أن الظل مجرد عنها فهي شيء وليست كالأشياء المحسوسة الكثيفة وهذا نظير قولهم (عليهم السلام) في معرفة الله تعالى: شيء بخلاف الأشياء الممكنة ا ه. أقول: يمكن أن يراد بالظلال الأجساد الصغيرة التي كانت في عالم الذر وهي بالنسبة إلى هذه الأبدان الكثيفة كالظل بالنسبة إليها، فليتأمل.
قوله (ثم بعث الله فيهم النبيين يدعوهم إلى الاقرار بالله) الظاهر أن يدعوهم حال عن الله والمستكن فيه له والبارز للنبيين وغيرهم من الخلائق جميعا، ويحتمل أن يكون علة للبعث والمستكن حينئذ للنبيين والبارز لغيرهم والتقدير لأن يدعوهم، ويؤيده يدعونهم بالنون كما في بعض النسخ وهو على هذه النسخة حال عن النبيين، فليتأمل.
قوله (وهو قوله ولئن سألتهم) لعل الاستشهاد به باعتبار أن إقرارهم بأن الله خالقهم اضطرارا من أجل إقرارهم به في ذلك اليوم حتى لو لم يكن هذا أو باعتبار إقرارهم بذاك عند تحقق هذا السؤال في أي وقت كان دل على إقرارهم بذلك في ذلك اليوم، والله أعلم.
قوله (فأقر بها والله من أحب) أي من أحب الإقرار بها أو من أحبها أو من أحبنا أو من أحبه الله، وكذا قوله من أبغض.
قوله (وهو قوله) أي الإنكار أو الإخبار به قوله تعالى في شأن المنكرين: (وما كانوا ليؤمنوا)