شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٣٤
عرف حقه وصدق بولايته وتقدمه على جميع الخلق وهو من أهل الجنة قطعا، القسم الثاني كافر خارج عن الإيمان وهو من أنكر حقه وولايته وهو من أهل النار قطعا، القسم الثالث ضال وهو من جهله أي لم يعرف حقه ولم ينكره فهو بمنزلة من لم يسلك طريق الحق ولا طريق الباطل بل هو متحير بينهما والنسبة بينه وبين الكافر كالنسبة بين صاحب الجهل البسيط والجهل المركب وهذا في مشية الله تعالى. القسم الرابع مشرك منافق وهو من عرف حقه وأشرك معه غيره فهو عارف بحقه من وجه ومنكر له من وجه آخر كأكثر هذه الامة وهذا حكمه حكم الكافر في أنه من أهل النار (1) قطعا لا يقال الضال أسوء حالا منه لأنه عرفه في الجملة بخلاف الضال فكيف يكون هذا من أهل النار قطعا دون الضال؟ لأنا نقول: إنكار الحق بعد المعرفة أشد وأقبح من إنكاره قبلها ومن عدم إنكاره بالطريق الأولى.
قوله (من جاء بولايته دخل الجنة) دل بمفهومه على أن غير أهل الولاية لا يدخل الجنة وبظاهر منطوقه على أن أهل الولاية لا يدخل النار، والروايات الدالة على الحكمين متظافرة.
* الأصل:
100 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن عليا (عليه السلام) باب فتحه الله، فمن دخله كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافرا ومن لم يدخل فيه ولم يخرج منه كان في الطبقة الذين قال الله تعالى: لي فيهم المشيئة.
* الشرح:

(1) قوله «حكمه حكم الكافر في أنه من أهل النار» قال المحقق الطوسي في التجريد: محاربو علي كفرة ومخالفوه فسقة، وقال العلامة (رحمه الله): المحارب لعلي كافر لقول النبي (عليه السلام) «يا علي حربك حربي» ولا شك في كفر من حارب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأما مخالفوه في الإمامة فقد اختلف قول علمائنا فمنهم من حكم بكفرهم لأنهم دفعوا ما علم ثبوته من الدين ضرورة وهو النص الجلي الدال على إمامته مع تواتره، وذهب آخرون إلى أنهم فسقة وهو الأقوى، ثم اختلف هؤلاء على أقوال ثلاثة أحدها أنهم مخلدون في النار لعدم استحقاقهم الجنة.
الثاني قال بعضهم: إنهم يخرجون من النار إلى الجنة.
الثالث ما ارتضاه ابن نوبخت وجماعة من علمائنا انهم يخرجون من النار لعدم الكفر الموجب للخلود ولا يدخلون الجنة لعدم الإيمان المقتضي لاستحقاق الثواب انتهى. لعل الله يوفقنا لتفصيل ذلك في موضع آخر إن شاء تعالى، فما ذكر الشارح هو قول بعضهم لا جميعهم وقول الإمام (عليه السلام) في الخبر الثامن (ومن لم يدخل فيه ولم يخرج منه كان في الطبقة الذين قال الله تبارك وتعالى لي فيهم المشيئة) تدل على أوسع مما ذكره الشارح وهو رجاء النجاة فيمن لم يعرض عنه (عليه السلام) وإن لم يدخل في ولايته ويؤيده العقل مع ضعف الأسباب وعدم التقصير. (ش)
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417