يخطئ في الواو وشبهه وجئت إلى هذا، يخطئ هذا الخطأ كله، فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي، فسكنت نفسي فعلمت أن ذلك منه تقية، قال: ثم التفت إلي فقال لي: يا ابن أشيم إن الله عزوجل فوض إلى سليمان بن داود فقال:
(هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب) وفوض إلى نبيه (صلى الله عليه وآله) فقال: (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) فما فوض إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد فوضه إلينا.
* الشرح:
قوله (فسأله رجل عن آية من كتاب الله عزوجل) هذا ظاهر في القسم الثاني.
قوله (كأن قلبي يشرح بالسكاكين) الشرح الكشف ومنه تشريح اللحم، والسكاكين بالفتح والتخفيف جمع السكين بالكسر، أي كان قلبي يقطع ويكشف بالسكين.
قوله (إن الله فوض إلى سليمان) أراد أنه تعالى كما فوض الإعطاء والمنع والتصرف فيهما إلى سليمان (عليه السلام) غير محاسب عليهما كذلك فوض التصرف في الأمر والنهي إلينا نحن نقول فيهما ما يقتضيه المصلحة غير محاسبين على ذلك.
* الأصل:
3 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحجال، عن ثعلبة، عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر وأبا عبد الله (عليهما السلام) يقولان: إن الله عزوجل فوض إلى نبيه (صلى الله عليه وآله) أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم، ثم تلا هذه الآية: (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا).
* الشرح:
قوله (لينظر كيف طاعتهم) أي كيف طاعتهم لله أو لنبيه لأن الطاعة للخلق وإن كانت بأمر الله تعالى أشد على النفوس من الطاعة للخالق ولذلك أنكرها جم غفير من الحساد.
* الأصل:
4 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن فضيل بن يسار قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لبعض أصحاب قيس الماصر: إن الله عزوجل أدب نبيه فأحسن أدبه فلما أكمل له الأدب قال: «إنك لعلى خلق عظيم»، ثم فوض إليه أمر الدين والأمة ليسوس عباده، فقال عزوجل: (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان مسددا موفقا مؤيدا بروح القدس، لا يزل ولا يخطئ في شيء مما يسوس به الخلق فتأدب بآداب الله، ثم إن الله عز وجل فرض الصلاة ركعتين ركعتين، عشر ركعات، فأضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الركعتين ركعتين وإلى المغرب ركعة فصارت عديل الفريضة لا يجوز تركهن إلا في سفر، وأفرد الركعة في المغرب فتركها قائمة في السفر والحضر فأجاز الله عزوجل له ذلك كله فصارت