شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٢ - الصفحة ٥٧
الثالث: أنه لا فرق بين أن يكون ذلك الهدى واضعه هو أو غيره، ولكن هو أفشاه بين جماعة جهلوه أو رغبهم فيه بعد ما تركوه.
الرابع: أنه لا فرق بين أن يكون ذلك الهدى علما أو عبادة أو أدبا أو غير ذلك، ومثل هذه الامور تجري في تعليم باب الضلال، فعلى هذا لقابيل قاتل هابيل وزر كل قتل وقع في العالم ظلما مثل وزر كل قاتل، وللثلاثة الذين انتحلوا الخلافة أوزار مثل أوزار من تبعهم إلى يوم القيامة. وهذا الحديث متفق عليه بين الخاصة والعامة ففي كتاب مسلم عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من اجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء» (1)، وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضا: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل اجور من تبعه، ولا ينقص ذلك من اجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ولا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» (2).
* الأصل:
5 - الحسين بن محمد، عن علي بن محمد بن سعد رفعه، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: «لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللجج، إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى دانيال: إن أمقت عبيدي إلي الجاهل المستخف بحق أهل العلم، التارك للاقتداء بهم، وإن أحب عبيدي إلي التقي الطالب للثواب الجزيل اللازم للعلماء، التابع للحكماء، القابل عن الحكماء».
* الشرح:
(الحسين بن محمد، عن علي بن محمد بن سعد رفعه) هكذا في النسخ التي رأيناها، وقال سيد الحكماء: النسخ هنا مختلفة، ففي بعضها هذا، وفي بعضها: علي بن محمد بن سعد رفعه بإسقاط الحسين بن محمد، والمراد بعلي بن محمد بن سعد في النسخة الاولى هو علي بن محمد بن علي بن سعد الأشعري القمي المعروف بابن متويه، والمراد به في النسخة الثانية هو علي بن محمد بن سعد الأشعري وهو أحد شيوخ أبي جعفر الكليني.
(عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: لو يعلم الناس) أي علما يقينا.

١ - صحيح مسلم ج ٨، ص 61، من حديث جرير بن عبد الله.
2 - المصدر السابق ص 62، من حديث أبي هريرة.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست