شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٢ - الصفحة ٥٥
سبعين ألف عابد.
الثاني: أنه ليس للفاء في قول السائل: «فإن علمه غيره» وجه ظاهر.
الثالث: أنه لا محل للسؤال الأخير، أعني قوله: «فإن مات»، فليتأمل.
* الأصل:
4 - وبهذا الإسناد، عن محمد بن عبد الحميد، عن العلاء بن رزين، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «من علم باب هدى فله مثل أجر من عمل به ولا ينقص اولئك من اجورهم شيئا، ومن علم باب ضلال كان عليه مثل أوزار من عمل به ولا ينقص اولئك من أوزارهم شيئا».
* الشرح:
(وبهذا الاسناد، عن محمد بن عبد الحميد) نقل عن الفاضل المحقق الشوشتري أنه لا يظهر لهذا الاسناد مرجع، وقيل: كأنه أراد به علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد البرقي، عن محمد بن عبد الحميد، قال العلامة محمد بن عبد الحميد بن سالم العطار أبو جعفر: روى عبد الحميد عن أبي الحسن موسى (عليه السلام)، وكان ثقة من أصحابنا الكوفيين، وقال زين المحققين: هذه عبارة النجاشي، وظاهرها أن الموثق الأب لا الابن، وقال بعض الأفاضل: كون الظاهر ذلك غير مسلم، بل الظاهر أن النعوت المذكورة في مثل هذا الموضع راجعة إلى الاسم.
(عن العلاء بن رزين، عن أبي عبيدة الحذاء) زياد بن عيسى الكوفي، ثقة.
(عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من علم باب هدى) المراد بالباب هنا الطريق، والإضافة لامية، وقد اختلفوا في تفسير الهدى، ففي الصحاح: الهدى بالضم الرشاد والدلالة. وفي تاج المصادر: الهدى: راه يافتن و راه نمودن، وهذا موافق لما في الصحاح. وفي المغرب: الهدى خلاف الضلالة، يعنى راه يافتن.
وقال المحقق الدواني: الهدى مطاوع الهداية، فإن فسرت الهداية بإراءة الطريق الموصل إلى المطلوب، فالهدى بمعنى رؤيته، وإن فسرت بالايصال إلى المطلوب فالهدى بمعنى الوصول إليه.
وقال بعض الأفاضل: الهدى نور عقلي فائض من الله تعالى على قلب مستقيم به يرى الأشياء على ما هي عليه ويهتدي إلى الحق كما أن بالنور الحسي يرى المحسوسات ويهتدي إليها، وللهدى على أي معنى حمل من هذه المعاني أبواب متعددة وطرق متكثرة وقوانين مضبوطة، فمن علم بابا واحدا من هذه الأبواب وطريقا واحدا من هذه الطرق:
(فله مثل أجر من عمل به) إلى يوم القيامة من جهة تعليمه ولو بواسطة أو وسائط، فيحصل له بهذا الاعتبار اجور غير متناهية تجب رفع درجته في الآخرة، فللعالم المعلم بعد إشراق نفسه القدسية بأنوار العلوم الحقيقية ثواب الأعمال الغير المتناهية، ذلك الفضل من الله والله ذو الفضل
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»
الفهرست