به الموت يحدثني بما يجد وقد نزل بك؟ فحدثني بما تجد فقال: يا بني، لكأني في طحن، ولكأني أتنفس في سم الخياط ولكأن غصن شوك جر من قدمي إلى هامتي.
(وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله (1) فهذا أحد الأربعة) هذا من باب الإطناب بالإيغال وهو ختم الكلام بما يفيد نكتة يتم المعنى بدونها وهي الدلالة إلى أن سبب تقربهم بأئمة الضلال هو ما عليه أكثر الناس من ميل طبائعهم إلى الدنيا وحطامها الفانية وغفلتهم عن الآخرة ولذاتها الباقية، قال شارح نهج البلاغة: فيه إشارة إلى علة فعل المنافق لما يفعل وظاهر أن حب الدنيا هو الغالب على الناس من المنافقين وغيرهم لقربهم من المحسوس وجهلهم بأحوال الآخرة وما يراد بهم من هذه الحياة إلا من عصمه الله بالجذب في طريق هدايته إليه من محبة الامور الباطلة وفيه إيماء إلى قلة الصالحين كما قال تعالى: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم) وقوله: (وقليل من عبادي الشكور) وإنما قال: «ثم بقوا بعده» وحكى حالهم مع أئمة الضلال وإن كانوا لم يوجدوا بعد إما تنزيلا لما لا بد منه من ذلك المعلوم له منزلة الواقع أو إشارة إلى من بقي منهم بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتقرب إلى معاوية لأنه إذ ذاك إمام ضلالة.
(ورجل سمع من رسول الله شيئا لم يحمله على وجهه) أي لم يضبط ذلك الشيء المسموع كما سمعه.
(وهم فيه) بالزيادة أو النقصان أو بفهمه غير ما أراده (صلى الله عليه وآله) (2) والتعبير عما فهمه بعبارته، تقول: