الأول صوابا فالثاني خطأ. وأخبرني عن رجل أقر باللواط على نفسه أيحد، أم يدرأ عنه الحد؟
قال عليه السلام: اكتب إليه، قلت: وما أكتب؟ قال عليه السلام: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم وأنت فألهمك الله الرشد أتاني كتابك فامتحنتنا به من تعنتك لتجد إلى الطعن سبيلا إن قصرنا فيها، والله يكافيك على نيتك وقد شرحنا مسائلك فأصغ إليها سمعك وذلل لها فهمك واشغل بها قلبك، فقد لزمتك الحجة والسلام.
سألت: عن قول الله جل وعز: " قال الذي عنده علم من الكتاب " فهو آصف بن برخيا ولم يعجز سليمان عليه السلام عن معرفة ما عرف آصف لكنه صلوات الله عليه أحب أن يعرف أمته من الجن والإنس أنه الحجة من بعده، وذلك من علم سليمان عليه السلام أودعه عند آصف بأمر الله، ففهمه ذلك لئلا يختلف عليه في إمامته ودلالته كما فهم سليمان عليه السلام في حياة داود عليه السلام لتعرف نبوته وإمامته من بعده لتأكد الحجة على الخلق.
وأما سجود يعقوب عليه السلام وولده فكان طاعة لله ومحبة ليوسف عليه السلام كما أن السجود من الملائكة لآدم عليه السلام لم يكن لآدم عليه السلام وإنما كان ذلك طاعة لله ومحبة منهم لآدم عليه السلام، فسجود يعقوب عليه السلام وولده ويوسف عليه السلام معهم كان شكرا لله باجتماع شملهم، ألم تره يقول في شكره ذلك الوقت: " رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث - إلى آخر الآية - " (1).
وأما قوله: " فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب " فإن المخاطب به رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يكن في شك مما انزل إليه ولكن قالت الجهلة:
كيف لم يبعث الله نبيا من الملائكة؟ إذ لم يفرق بين نبيه وبيننا في الاستغناء عن المآكل والمشارب والمشي في الأسواق، فأوحى الله إلى نبيه " فاسأل الذين يقرؤون الكتاب " بمحضر الجهلة، هل بعث الله رسولا قبلك إلا وهو يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ولك بهم أسوة. وإنما قال: " فإن كنت في شك " ولم يكن شك ولكن للنصفة كما قال: " تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل