تحف العقول - ابن شعبة الحراني - الصفحة ١١٢
الأمين (1). ليس من عمل أحب إلى الله من الصلاة، لا تشغلنكم عن أوقاتها أمور الدنيا، فإن الله ذم أقواما استهانوا بأوقاتها فقال: " الذين هم عن صلاتهم ساهون (2) " يعني غافلين. اعلموا أن صالحي عدوكم يرائي بعضهم من بعض وذلك أن الله عز وجل لا يوفقهم ولا يقبل إلا ما كان له. البر لا يبلى والذنب لا ينسب. " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون (3) ". المؤمن لا يعير أخاه ولا يخونه ولا يتهمه ولا يخذله ولا يتبرء منه. إقبل عذر أخيك فإن لم يكن له عذر فالتمس له عذرا. مزاولة قلع الجبال أيسر من مزاولة ملك مؤجل " استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين (4) ". لا تعجلوا الامر قبل بلوغه فتندموا. ولا يطولن عليكم الأمد (5) فتقسو قلوبكم. ارحموا ضعفاءكم واطلبوا الرحمة من الله عز وجل. إياكم والغيبة فإن المسلم لا يغتاب أخاه وقد نهى الله عن ذلك فقال: " أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه (6) " لا يجمع المؤمن يديه في الصلاة وهو قائم يتشبه بأهل الكفر (7). لا يشرب أحدكم الماء قائما، فإنه يورث الداء الذي لا دواء له إلا أن يعافي الله. إذا أصاب أحدكم في الصلاة الدابة فليدفنها [أ] ويتفل عليها أو يضمها في ثوبه حتى ينصرف. والالتفات الفاحش يقطع الصلاة ومن فعل

(١) الاحتراف: الاكتساب.
(٢) سورة الماعون آية ٥.
(٣) سورة النحل آية ١٢٨.
(٤) سورة الأعراف آية ١٢٥.
(٥) الأمد: الاجل.
(٦) سورة الحجرات آية ١٤.
(٧) روى الصدوق طاب ثراه في الخصال عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لا يجمع المؤمن يديه في صلاته وهو قائم بين يدي الله عز وجل إلا تشبه بأهل الكفر يعنى المجوس. وفى دعائم الاسلام عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: إذا قمت قائما في الصلاة فلا تضع يدك اليمنى على اليسرى ولا اليسرى على اليمنى فان ذلك تكفير أهل الكتاب ولكن أرسلهما إرسالا فإنه أحرى أن لا تشتغل نفسك عن الصلاة. وحكى الطحاوي في اختلاف الفقهاء عن مالك ان وضع اليدين أحدهما على الأخرى إنما يفعل في صلاة النوافل في طول القيام وتركه أحب إلى، وحكى أيضا عن الليث بن سعد أنه قال: سدل اليدين في الصلاة أحب إلى الا أن يطول القيام.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست