نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ٥٣
ما وعظك (1). بادر الفرصة قبل أن تكون غصة. ليس كطالب يصيب، ولا كل غائب يؤوب. ومن الفساد إضاعة الزاد (2) ومفسدة المعاد. ولكل أمر عاقبة. سوف يأتيك ما قدر لك.
التاجر مخاطر. ورب يسير أنمى من كثير. لا خير في معين مهين (3) ولا في صديق ظنين. ساهل الدهر ما ذل لك قعوده (4). ولا تخاطر بشئ رجاء أكثر منه. وإياك أن تجمح بك مطية اللجاج (5). أحمل نفسك من أخيك عند صرمه على الصلة (6)، وعند صدوده على اللطف والمقاربة، وعند جموده على البذل (7)، وعند تباعده على الدنو، وعند شدته على اللين، وعند جرمه على العذر حتى كأنك له عبد وكأنه ذو نعمة عليك. وإياك أن تضع ذلك في غير موضعه أو أن تفعله بغير
____________________
لأمنيتك (1) أفضل التجربة ما زجرت عن سيئة وحملت على حسنة وذلك الموعظة (2) زاد الصالحات والتقوى، أو المراد إضاعة المال مع مفسدة المعاد بالإسراف في الشهوات وهو أظهر (3) مهين إما بفتح الميم بمعنى حقير فإن الحقير لا يصلح لأن يكون معينا، أو بضمها بمعنى فاعل الإهانة فيعينك ويهينك فيفسد ما يصلح. والظنين بالظاء. المتهم: وبالضاد البخيل (4) القعود بالفتح من الإبل ما يقتعده الراعي في كل حاجته، ويقال للبكر إلى أن يثنى وللفصيل، أي ساهل الدهر ما دام منقادا وخذ حظك من قياده (5) اللجاج بالفتح: الخصومة أي أحذرك من أن تغلبك الخصومات فلا تملك نفسك من الوقوع في مضارها (6) صرمه: قطيعته، أي ألزم نفسك بصلة صديقك إذا قطعك الخ (7) جموده: بخله
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست