نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ٢١
3 2 - (ومن كلام له عليه السلام) قاله قبيل موته على سبيل الوصية لما ضربه ابن ملجم لعنه الله وصيتي لكم أن لا تشركوا بالله شيئا. ومحمد صلى الله عليه وآله (1) فلا تضيعوا سنته. أقيموا هذين العمودين وخلاكم ذم (2) أنا بالأمس صاحبكم، واليوم عبرة لكم، وغدا مفارقكم.
إن أبق فأنا ولي دمي، وإن أفن فالفناء ميعادي. وإن أعف فالعفو لي قربة وهو لكم حسنة، فاعفوا " ألا تحبون أن يغفر الله لكم " والله ما فجئني من الموت وارد كرهته، ولا طالع أنكرته.
وما كنت إلا كقارب ورد (3) وطالب وجد " وما عند الله خير للأبرار " (أقول: وقد مضى بعض هذا الكلام فيما تقدم من الخطب إلا أن فيه ههنا زيادة أوجبت تكريره
____________________
(1) ومحمد عطف على أن لا تشركوا مرفوع (2) عداكم الذم وجاوزكم اللوم بعد قيامكم بالوصية (3) القارب: طالب الماء ليلا كما قال الخليل ولا يقال لطالبه نهارا يريد أنه عليه السلام مستعد للموت راغب في لقاء الله وليس يكره ما يقبل عليه منه
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست