نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ١٥
كانت الهزيمة بإذن الله فلا تقتلوا مدبرا، ولا تصببوا معورا (1)، ولا تجهزوا على جريح. ولا تهيجوا النساء بأذى وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم، فإنهن ضعيفات القوى والأنفس والعقول. إن كنا لنؤمر بالكف عنهن وإنهن لمشركات (2). وإن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالفهر أو الهراوة (3) فيعير بها وعقبه من بعده 15 - (وكان عليه السلام يقول إذا لقي العدو محاربا) اللهم إليك أفضت القلوب (4). ومدت الأعناق. وشخصت الأبصار، ونقلت الأقدام، وأنضيت الأبدان. اللهم قد صرح مكتوم الشنآن (5).
وجاشت مراجل الأضغان. اللهم إنا نشكو إليك غيبة نبينا.
وكثرة عدونا، وتشتت أهوائنا. " ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين "
____________________
أقرب للحرم. وأمثل أولى وأحسن (1) المعور كمجرم الذي أمكن من نفسه وعجز عن حمايتها. وأصله أعور أبدى عورته. وأجهز على الجريح: تمم أسباب موته (2) هذا حكم الشريعة الإسلامية لا ما يتوهمه جاهلوها من إباحتها التعرض لأعراض الأعداء نعوذ بالله (3) الفهر بالكسر الحجر على مقدار ما يدق به الحور أو يملأ الكف. والهراوة بالكسر: العصا أو شبه الدبوس من الخشب وعقبه عطف على ضمير يعير (4) أفضت انتهت ووصلت. وأنضيت: أبليت بالهزال والضعف في طاعتك (5) صرح القوم بما كانوا يكتمون من البغضاء. وجاشت: غلت. والمراجل: القدور. والأضغان: جمع ضغن، هو الحقد
(١٥)
مفاتيح البحث: الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست