نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ١٦
16 - (وكان يقول عليه السلام لأصحابه عند الحرب) لا تشتدن عليكم فرة بعدها كرة (1)، ولا جولة بعدها حملة وأعطوا السيوف حقوقها. ووطئوا للجنوب مصارعها (2) واذمروا أنفسكم على الطعن الدعسي (3) والضرب الطلحفى. وأميتوا الأصوات فإنه أطرد للفشل. فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أسلموا ولكن استسلموا وأسروا الكفر، فلما وجدوا أعوانا عليه أظهروه 17 - (ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية) جوابا عن كتاب منه إليه فأما طلبك إلي الشام (4) فإني لم أكن لأعطيك اليوم ما منعتك أمس. وأما قولك إن الحرب قد أكلت العرب إلا حشاشات أنفس
____________________
(1) لا يشق عليكم الأمر إذا انهزمتم متى عدتم للكرة، ولا تثقل عليكم الدورة من وجه العدو إذا كانت بعدها حملة وهجوم عليه (2) وطئوا مهدوا للجنوب: جمع جنب، مصارعها أماكن سقوطها، أي إذا ضربتم فأحكموا الضرب ليصيب فكأنكم مهدتم للمضروب مصرعه. واذمروا على وزن اكتبوا أي حرصوا (3) الدعسي اسم من الدعس أي الطعن الشديد. والطلحفى بفتحتين فسكون ففتح: أشد الضرب. وإماتة الأصوات:
انقطاعها بالسكوت (4) كتب معاوية إلى علي يطلب منه أن يترك له الشام ويدعوه للشفقة على العرب الذين أكلتهم الحرب ولم يبق منهم إلا حشاشات أنفس: جمع حشاشة بالضم، بقية الروح ويخوفه باستواء العدد في رحال الفريقين ويفتخر بأنه من أمية
(١٦)
مفاتيح البحث: الشام (1)، الطعن (1)، الحرب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست