والسلام.
27 - (ومن عهده عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر حين قلده مصر) فاخفض لهم جناحك، وألن لهم جانبك، وابسط لهم وجهك، وآس (2) بينهم في اللحظة والنظرة حتى لا يطمع العظماء في حيفك لهم ولا ييأس الضعفاء من عدلك بهم، فإن الله تعالى يسائلكم معشر عباده عن الصغيرة من أعمالكم والكبيرة، والظاهرة والمستورة، فإن يعذب فأنتم أظلم، وإن يعف فهو أكرم واعلموا عباد الله أن المتقين ذهبوا بعاجل الدنيا وآجل الآخرة، فشاركوا أهل الدنيا في دنياهم، ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم.
سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت، وأكلوها بأفضل ما أكلت، فحظوا
____________________
ولا يتسامحون في حقهم لتقرح قلوبهم من المنع عند الحاجة (1) جمع خزية بفتح الخاء أي بلية، الجمع بضم ففتح كنونه ونوب (2) آس أمر من آسى بمد الهمزة أي سوى.
يريد اجعل بعضهم أسوة بعض أي مستوين. وحيفك لهم أي ظلمك لأنهم يطمعون
يريد اجعل بعضهم أسوة بعض أي مستوين. وحيفك لهم أي ظلمك لأنهم يطمعون