نال فيها عما لم يبلغه منها. ومن وراء ذلك فراق ما جمع ونقض ما أبرم ولو اعتبرت بما مضى حفظت ما بقي. والسلام 50 - (ومن كتاب له عليه السلام إلى أمرائه على الجيوش) من عبد الله على أمير المؤمنين إلى أصحاب المسالح (1) أما بعد فإن حقا على الوالي أن لا يغيره على رعيته فضل ناله ولا طول خص به (2)، وأن يزيده ما قسم الله له من نعمه دنوا من عباده وعطفا على إخوانه. ألا وإن لكم عندي أن لا أحتجز دونكم سرا إلا في
حرب (3)، ولا أطوي دونكم أمرا إلا في حكم (4). ولا أؤخر لكم حقا عن محله، ولا أقف به دون مقطعه (5)، وأن تكونوا عندي في الحق سواء، فإذا فعلت ذلك وجبت لله عليكم النعمة ولي عليكم الطاعة، وأن لا تنكصوا عن دعوة (6)، ولا تفرطوا في صلاح،
____________________
(1) جمع مسلحة أي الثغور لأنها مواضع السلاح. وأصل المسلحة قوم ذوو سلاح (2) الطول بفتح الطاء: عظيم الفضل، أي من الواجب على الوالي إذا خصه الله بفضل أن يزيده فضله قربا من العباد وعطفا على الإخوان، وليس من حقه أن يتغير (3) لا أكتم عنكم سرا إلا في الحرب فإنه خدعة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد حربا ورى بغيرها (4) طواه عنه: لم يجعل له نصيبا فيه، أي لا أدع مشاورتكم في أمر إلا في حكم صرح به الشرع في حد من الحدود مثلا فحكم الله النافذ دون مشورتكم (5) دون الحد الذي قطع به أن يكون لكم (6) أن لا تتأخروا إذا دعوتكم