إن لك من دنياك ما أصلحت به مثواك (1). وإن جزعت على ما تفلت من يديك (2) فاجزع على كل ما لم يصل إليك. استدل على ما لم يكن بما قد كان. فإن الأمور أشباه. ولا تكونن ممن لا تنفعه العظة إلا إذا بالغت في إيلامه، فإن العاقل يتعظ بالآداب والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب.
اطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصبر وحسن اليقين. من ترك القصد جار (3) والصاحب مناسب (4) والصديق من صدق غيبه (5) والهوى شريك العناء (6) * رب قريب أبعد من بعيد، ورب بعيد أقرب من قريب.
والغريب من لم يكن له حبيب. من تعدى الحق ضاق مذهبه. ومن اقتصر على قدره كان أبقى له. وأوثق سبب أخذت به سبب بينك وبين الله. ومن لم يبالك فهو عدوك (7) قد يكون اليأس إدراكا إذا
____________________
(1) منزلتك من الكرامة في الدنيا والآخرة (2) تفلت بتشديد اللام أي تملص من اليد فلم تحفظه، فالذي يجزع على ما فاته كالذي يجزع على ما لم يصله، والثاني لا يحصر فينال فالجزع عليه غير لائق فكذا الأول (3) القصد: الاعتدال. وجار: مال عن الصواب (4) يراعى فيه ما يراعى في قرابة النسب (5) الغيب: صد الحضور أي من حفظ لك حقك وهو غائب عنك (6) الهوى شهوة غير منضبطة ولا مملوكة بسلطان الشرع والأدب.
والعناء الشقاء (7) لم يبالك أي لم يهتم بأمرك. باليته وباليت به أي راعيت واعتنيت به
والعناء الشقاء (7) لم يبالك أي لم يهتم بأمرك. باليته وباليت به أي راعيت واعتنيت به