نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ١٣٥
دعا إليه وأمر به. لا يشترون به ثمنا ولا يرضون به بدلا، وأنهم يد واحدة على من خالف ذلك وتركه. أنصار بعضهم لبعض، دعوتهم واحدة. لا ينقضون عهدهم لمعتبة عاتب ولا لغضب غاضب (1)، ولا لاستذلال قوم قوما ولا لمسبة قوم قوما. على ذلك شاهدهم وغائبهم، وحليمهم وسفيههم وعالمهم، وجاهلهم. ثم إن عليهم بذلك عهد الله وميثاقه إن عهد الله كان مسؤولا. وكتب علي بن أبي طالب 75 - (ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية في أول) (ما بويع له، ذكره الواقدي في كتاب الجمل) من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان أما بعد فقد علمت إعذاري فيكم وإعراضي عنكم (2) حتى كان ما لا بد منه ولا دفع له. والحديث طويل، والكلام كثير، وقد أدبر ما أدبر وأقبل ما أقبل، فبايع من قبلك (3) وأقبل إلي في وفد من أصحابك
____________________
(1) المعتبة كالمصطبة: الغيظ. والعاتب: المغتاظ، أي لا يعودون للتقاتل عند غضب بعضهم من بعض، أو استذلال بعضهم لبعض، أو سب بعضهم لبعض. وعلى المعتدي أن يؤدي الحق للمظلوم بلا قتال (2) إعذاري أي إقامتي على العذر في أمر عثمان صاحبكم، وإعراضي عنه بعدم التعرض له بسوء حتى كان قتله (3) ذهب ما ذهب من أمر عثمان وأقبل علينا من أمر الخلافة ما استقبلناه فبايع الذين قبلك أي عندك. والوفد بفتح فسكون: الجماعة
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 » »»
الفهرست